تمعن طالبان، منذ سيطرتها على الحكم في أفغانستان، في تقييد حقوق النساء والفتيات واستبعادهن عن الحياة العامة. وعلى الرغم من الاستنكارات والتحذيرات الدولية من استمرار انتهاكات حقوق المرأة في أفغانستان، إلا أن الحركة المتطرفة تواصل نهجها التسلطي في تخويف النساء وقمعهن، ما يهدد صحة الفتيات والنساء وحياتهن للخطر المستمر.
وفي دليلٍ حيٍّ على تجاهل طالبان لدعوات المجتمع المدني لوقف التجاوزات بحق النساء، والمجاهرة بعدم احترام المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، اقتحم عناصر من الحركة شقة الناشطة في مجال حقوق المرأة تمنا زرياب بارياني حيث قاموا باعتقالها مع شقيقاتها الثلاثة، وسط أجواءٍ من الخوف والتوتر الشديدين فرضتها الأساليب العدائية للحركة المتطرفة.
ونشرت بارياني، قبل وقتٍ قصيرٍ من اعتقالها وشقيقاتها، لقطات مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وظهرت تمنا في الفيديو وهي تصرخ طلباً للمساعدة، وتقول إن مسلحي طالبان يطرقون باب منزلها، في حين يبدو عليها علامات الذعر.
وأكد شهود عيان أن “نحو 10 أشخاص مسلحين زعموا أنهم من إدارة مخابرات طالبان، اقتحموا شقة تمنا في العاصمة الأفغانية كابول، مساء 19 كانون الثاني/يناير الجاري، وحطموا الباب، ونفذوا الاعتقال”. وأضافوا أن المسلحين “ركلوا الباب عدة مرات عندما رفضت أن تفتح لهم، وأخذوا الشقيقات الأربع، وبينهن الناشطة”.
وتتهم طالبان بارياني بالوقوف وراء مظاهرة احتجاجٍ نسائيةٍ نُظمت مؤخراً في كابول، حيث كانت من بين 25 امرأة شاركن في مظاهرة مناهضة لطالبان.
يشار إلى أنه، في 16 كانون الثاني/ يناير الجاري، خرجت تظاهرات نسائية في المنطقة للتنديد بعمليات القتل والاعتقالات بحق النساء وعدم السماح لهن بالعمل والتعليم والمشاركة السياسية، ورفضاً لفرض الحجاب الأزرق عليهن. وسرعان ما خرجت مظاهرات أخرى مماثلة لها في ولايات بغلان وبلخ وهرات.
من ناحيتها، واجهت طالبان الاحتجاجات بالاعتداء على المُتظاهرات برذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع والصواعق الكهربائية.
