هذه نبذة جد مختصرة عن منابع الأصالة والتي سأعود إليها بأكثر تفصيل لاحقا. الآن يمكننا فهم تداعياتها وسأتناول التأكيد الثاني المثير للجدل والذي أثرته في نهاية الفصل الثاني. هل يمكننا أن نقارن أي شيء تأسس بمبرر من قبل أولئك الذين يعيشون في النسبوية الناعمة، أو الذين لا يقبلون بقواعد غير تألقهم الذاتي – لنقل أولئك الذين يبدو أنهم على استعداد لإرسال الحب والأطفال والتضامن الديمقراطي لاحراز بعض التقدّم في مسيرة حياتهم؟
حسنا، كيف نفكر؟ أن نفكّر في مشكلات أخلاقية هو أن نفكّر دوما مع شخص ما. وأنتم تبدؤون لأن لكم محاوِر حيث يوجد أو انطلاقا من الاختلاف الذي يتعمّق بينكم. إنكم لا تفكّرون انطلاقا من لاشيء، كأنكم تتحدثون إلى شخص لا علم له بأدنى مقتضى أخلاقي. من المستحيل أيضا أن نتجادل حول الخير والشر مع شخص لا يقبل بأي مقتضى أخلاقي كأن تناقشوا مشكلات خِبْرِيّة مع شخص يرفض القبول بعالم المدركات الحسيّة التي تحيط بنا.[1]