الإنسان كينونة جوهرها العقل والحريّة والعمل والانتماء وكلّ ما من شأنه أن يمسّ هذه المكوّنات الأساسيّة فإنّه يدفع الشخصيّة بطريقة أو بأخرى إلى الاغتراب. وتبرز في أسلوب التنشئة الاجتماعيّة وأنماطها المختلفة في الثقافة العربيّة منظومة بالغة التنوّع من المخاوف والاكراهات تسعى من خلالها النظم التربوية العربيّة أسريّة كانت أو مدرسيّة أو حتّى اجتماعيّة إلى الضبط الاجتماعيّ بدل تكريس الحرية المترتّبة عن المعرفة، وهو يجعل الشخصيّة العربيّة بصورة عامّة تعيش حالة اغتراب، إذ تعاني الجمود والقصور والسلبيّة، ومختلف صور الضعف والمعاناة الوجوديّة، وهي حقيقة تشير إليها أغلب الدراسات الجارية في هذا المجال. وتسعى هذه الورقة البحثيّة إلى تفكيك هذه الظاهرة ودراسة أسبابها ملمّحة في الآن ذاته إلى سبل علاجها.
الكلمات المفاتيح: الاغتراب التربويّ، الشخصيّة العربيّة، الاستلاب القمع التربويّ، الهوية، التنشئة الاجتماعيّة.