استهجن أدباء ومثقفون مغاربة فوز محمد الداهي بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة عشرة ،في فرع الفنون والدراسات النقدية، عن مؤلفه "السارد وتوأم الروح من التمثيل إلى الاصطناع"، واعتبروا أن الفائز خرج عن إجماع المثقفين المغاربة بمقاطعة جوائز الإمارات العربية، وكذلك عدد كبير من المثقفين العرب، بعد إعلان الإمارات العربية التطبيع مع إسرائيل.
وللتذكير فقد قرر، لحظتها الشاعر المغربي الكبير محمد بنيس الانسحاب من اللجنة المحكّمة للجائزة ذاتها.كما أعلن كل من يحيى بن الوليد والروائيين والمترجمين أحمد الويزي وأبو يوسف طه والروائية الزهرة رميج انسحابهم من جائزة الشيخ زايد للكتاب. ولم تقتصر مواقف المثقفين المغاربة على الأفراد، بل امتدت إلى المؤسسات، حيث أعلنت مؤسسة "بيت الشعر في المغرب" إدانتها واستنكارها التطبيع الإماراتي مع إسرائيل . واعتبرت المؤسسة في بيان أن "اتفاق التطبيع بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني خيانة، ليست لقضية العرب الأولى فحسب، بما أنها واحدة من أنبل قضايا العصر، بل لعدالة كافة القضايا الإنسانية التي لطالما انبرى الشعر للانتصار لها". وأضاف "بيت الشعر في المغرب" أن "الاتفاق جاء ليعمق الجرح الفلسطيني ويكرس سياسة الاستسلام ومباركة النزوع الاستيطاني الذي ينتهجه الكيان الصهيوني".
وعربيا، عبر المئات من المثقفين عن غضبهم، كما وقع سبعة عشر من الفائزين السابقين بالجائزة العالمية للرواية العربية ومن رؤساء وأعضاء لجان تحكيم وأعضاء مجلس أمناء سابقين من جنسيات عربية مختلفة، على نداء وجّه إلى مجلس أمناء الجائزة يطالب بوقف التمويل الإماراتي لها. وجاء في النداء "في ضوء التطبيع الرسمي لدولة الإمارات مع الكيان الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي، فإننا... ندعو مجلس الأمناء الحالي إلى تحمُّل مسؤوليته الثقافية التاريخية في حماية الجائزة عبر إنهاء التمويل الإماراتي، وذلك حفاظا على مصداقية الجائزة واستقلاليتها".