صدر للدكتور محمد بلال أشمل (كلية أصول الدين-جامعة عبد المالك السعدي) كتاب بعنوان "سؤال المشروع الثقافي في تطاون العامرة: الوجود والملكية"، بيت الحكمة، تطاون، 2022، 186 صفحة).
وقد جاء في تصديره ما يلي:
"حدوس هذا الكتاب تعود إلى حوالي سنة 1999 يوم نشرنا في الناس جريدة "تطاون العامرة: منبر المسؤولية الحضارية"، ثم قفينا عليها بكتاب سميناه "تطاون العامرة أفقا للتفكير" سنة 2002. ثم صارت الحدوس أفكارا، وتطارحنا بعضها مع غيرنا في جمع أدبي سنة 2003، وعزمنا على تحريرها، ثم نشرها سنة 2005 حتى تكون بين أيدي القراء موضوعا للتأمل والنظر. ولما لم تتهيأ الأسباب لِمَا كان الأملُ والمُرْتجى، ظلت الحدوس، كما الأفكار التي تولدت عنها، والصفحات التي كُتبت عليها، في سُكون الانتظار إلى عامنا هذا، حين عزمنا مرة أخرى على "الذهاب بها مبكرا إلى المطبعة" بغرض إطلاع الناس عليها وثيقة من الوثائق، لا حقيقة من الحقائق؛ إذ أن سلطان الزمان أدرك بالتغيير كثيرا من الأفكار والأنظار، ولحق بأس التاريخ بالتحول كثيرا من المعارف والمواقف. فها هي إذن بين أيدي القراء كما كانت في سيرتها الأولى منذ 2005، تاريخا لحركة الأفكار الخاصة والعامة في مدينتنا، وتوثيقا لتطورها الزماني، وميزانا لمبلغنا من العلم بالتداول الثقافي في ربوعها يومئذ، ومعيارا لمواقفنا من كثير من القضايا الثقافية والسياسية، منها ما حسبناهُ حقا، فانقشع باطلهُ، ومنها ما تيقناهُ باطلا، فانجلى حقه، وذلك من سُنن الكون، وقوانين الطبيعة. وليكن لسان حالنا كما قال ابن طفيل في ختام كتابه "حي بن يقظان": "وأنا أسأل إخواني الواقفين على هذا الكلام أن يقبلوا عذري فيما تساهلت في تبيينه، وتسامحت في تثبيته".
د. محمد بلال أشمل
تطاون العامرة
خريف 2020