نيويورك - فازت رواية الكاتبة الفرنسية أن بيريست "لا كارت بوستال" ("البطاقة البريدية") عن الهولوكوست والجذور اليهودية، والتي أثارت جدلا في الأوساط الأدبية الباريسية، السبت في نيويورك بجائزة غونكور الأدبية العريقة بنسختها الأميركية الأولى.
فقد بات للمكافأة الأدبية الفرنسية الأبرز حضور دولي من خلال "اختيارات جائزة غونكور" في 25 بلدا يتنافس عليها طلاب جامعات بالأدب الفرنسي أو الفرنكوفوني.
وللمرة الأولى في الولايات المتحدة، كشفت أكاديمية غونكور السبت عن "اختيارات غونكور في الولايات المتحدة" خلال مراسم أقيمت في مانهاتن داخل مقر تابع للهيئات الثقافية في السفارة الفرنسية، برئاسة الكاتبة سيري هاستفيدت محاطة بلجنة من طلاب في جامعات يال وبرينستن وهارفرد ونيويورك وديوك.
هؤلاء الشباب الذين يجيدون الفرنسية والإنكليزية إجادة تامة، وهم أميركيون وفرنسيون ومن جنسيات أخرى، درسوا بالفرنسية الكتب التسعة في المنافسة النهائية لجائزة غونكور 2021 والتي فاز بها في تشرين الثاني/نوفمبر السنغالي محمد مبوغار سار عن روايته "لا بلو سوكريت ميموار ديزوم" ("ذاكرة البشر الأكثر سرّية").
وخلال منح جائزة غونكور بنسختها الأميركية إلى آن بيريست، أشارت الروائية والشاعرة سيري هاستفيدت إلى "الأهمية الهائلة التي لعبها الأدب الفرنسي في تطوير نفسها كإنسان وكاتبة".
وقالت الأديبة المتحدرة من نيويورك ِإن "المستقبل يكمن في الأجيال الشابة الهاوية للمطالعة والفضولية والدينامية في العالم أجمع، والأدب يمثل أداة حيوية لصوغ التعددية والتسامح والديموقراطية، في وقت تواجه هذه المبادئ تهديدات جسيمة".
وقد ساد "إجماع" بين طلبة الجامعات الأميركية على منح الجائزة إلى رواية "لا كارت بوستال"، وفق ما أوضحت لوكالة فرانس برس ليا جوانيه طالبة الدكتوراه في جامعة يال وإحدى أعضاء لجنة التحكيم.
وفي خريف 2021، كان "لا كارت بوستال" و"ليزانفان دو كادياك" لفرنسوا نودلمان، وهما كتابان يتطرقان إلى قصة عائلة يهودية، في صلب جدل في الأوساط الأدبية الباريسية. فقد كتبت كامي لورنس العضو في لجنة غونكور، نقدا أدبيا قاسيا في صحيفة "لو موند" عن رواية آن بيريست، فيما هي شريكة حياة فرنسوا نودلمان.
وبنتيجة ذلك، أعلنت أكاديمية غونكور استبعاد "أعمال الأزواج أو شركاء الحياة أو الأقارب لأعضاء اللجنة". كذلك استبعدت جائزة "فيمينا" الأدبية الكتابين عن المنافسة.