-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الكتب في حياتي -استنطاق نصف قرن من القراءة : لطفية الدليمي


لاأظنُّ أنّ أحداً من الكُتّاب يرتاحُ في العادة لاختيار عناوين سائدة لكتبه أو مواده المنشورة ؛ لكني ماوجدتُ ضيراً أو مثلبة في اختيار عنوان للتنقيب في ” تأريخي الكتابي ” أعرفُ أنه بين أكثر العناوين إغواءً وفتنة . إختار كلّ من هنري ميللر وكولن ويلسون ( الكتب في حياتي ) عنواناً لكتاب لهما ؛ ومع هذا أرى من الواجب أن يكتب كلّ قارئ متمرّس أو كاتب طالت عشرته مع الكتاب عن هذا المعشوق الأبدي الذي يمثلُ ملكية مشاعية لنا جميعاً . هل بعد هذا من يلومُ بورخس في أنه تخيّل الفردوس مكتبة لانهاية لتخومها ؟

ثمة يومٌ للكتاب العالمي إختارته اليونسكو منذ عام 1995 ليكون في 23 أبريل ( نيسان ) من كلّ سنة ؛ لكن الكتاب كينونة نعيشها كلّ يوم ، ولعلّ من أقلّ الواجبات المترتبة علينا أن نشير إلى الكتب المرجعية التي ساهمت في تشكيل تأريخنا الفكري وذائقتنا الفلسفية وحسّنا الانساني . الأمر أبعدُ من محض تكليف بواجب أو إسقاطٍ لفرض أخلاقي تجاه الكاتب بقدر ماهو تأشيرٌ لمواضع السمو والرفعة في كتبٍ محدّدة وكاتبيها من وجهة نظر من يختار الحديث عن تلك الكتب وأولئك الكّتّاب .

قد يبدو الحديث عن الكتب المرجعية التي علقت في الذاكرة الشخصية أمراً يسيراً ؛ ولكنه ليس يسيراً أبداً إذا ماوضعنا في حسباننا محدودية الكتب التي ينبغي لنا الحديث عنها . نحنُ في النهاية لانحوز ترف الحديث الممتد بلا نهاية عن أعداد غير محدودة من الكتب ؛ إذ مامن قارئ في يومنا هذا سيختارُ أمر التوافق مع آرائك والمضي في قراءة ماتقترحه من عناوين لكتب . أنت في النهاية تكتبُ عن كتبٍ محدّدة لتحفز في القارئ غواية قراءة تلك الكتب ؛ وبالتالي فإنّ محدودية الخيارات أمرٌ لامفرّ منه وبخاصة مع مقالة صحفية . أظنُّ أنّ اختيار عشرة كتب سيكون أمراً معقولاً في نهاية المطاف .

عندما فكّرتُ أي الكتب سأختارُ كان قراري منذ البدء أن أختار الكتب التي ستقفزُ إلى ذاكرتي قبل سواها ، وقد تركتُ لذهني حرية الاختيار من غير أي تدخّل مقصود فيه باستثناء أن لاأجعل الخيارات محصورة في لون معرفي واحد .

1 . ملحمة غلغامش : أحدُ تقاليدي السنوية التي أحرصُ عليها من سنوات هو أن أعيد قراءة هذه الملحمة الانسانية التي تسائلُ معضلة الخلود الانساني وتضعها في ثنائية فلسفية مبهرة : المحدودية المادية في مقابل الخلود الأخلاقي والقيمي . لم تزل ترجمة ( طه باقر ) الأولى لهذه الملحمة هي الترجمة القياسية لها ؛ لكنّ الدكتور ( نائل حنون ) أضاف لها بترجمته الأحدث إضافات إثرائية عديدة وأغناها بتعليقات واستطرادات مفيدة . إعتمدتُ هذه الملحمة مرجعاً في مسرحيتي ( الليالي السومرية ) لكن بعد أن أعدتُ النظر في الطبيعة الدرامية لشخوص الملحمة .


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا