يشارك شعراء وموسيقيون وتشكيليون مغاربة في تظاهرة "حدائق الشعر"، وذلك يوم الأربعاء 18 ماي الجاري، بفضاء حديقة المتحف الأثري بتطوان، ابتداء من الساعة الخامسة مساء.
وتصادف هذه التظاهرة احتفالية اليوم الوطني للمتاحف، بمشاركة الشاعر والباحث في علم المتاحف رضوان خديد والشاعرة فاطمة الميموني والشاعر عرفة بلقات والشاعرة نعيمة الحداد. وفي العروض الموسيقية يشارك عازف الأكورديون محمد أغبالو وجمال القماص على الكمان الأجهر وإيهاب الغيبة على الساكسفون ومحمد العلوي على الترومبيت. كما يشهد اللقاء تنظيم معرض في الهواء الطلق لمنحوتات الفنان التشكيلي محمد غزولة، في حوار شعري وموسيقي وتشكيلي بين تعبيرات فنية مختلفة. كما تشهد التظاهرة تنظيم زيارة خاصة لتلامذة الثانوية الإعدادية ابن البناء بالجماعة القروية البغاغزة، والتابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان.
وتعد "حدائق الشعر" من التظاهرات الشعرية التي تحرص دار الشعر على تنظيمها، منذ تأسيسها في ربيع 2016. وبحكم مناخها وتشكلها الجغرافي، فتطوان هي مدينة الحدائق بلا منازع، كما جاء في كتاب "الاستبصار في عجائب الأمصار"، حيث يقول "مدينة تيطاوين مدينة قديمة كثيرة العيون والفواكه والزرع، طيبة الماء والهواء". وكما يقول مؤرخ تطوان الأستاذ محمد داود، "فمن المعلوم لدى شيوخ تطوان أن الأرض التي تحيط بها أسوار المدينة وأبوابها السبعة لم تكن كلها مبنية، بل كانت فيها أماكن تغرس فيها الفواكه والأزهار بين باب التوت، حيث تقام "حدائق الشعر"، وباب النوادر"... ويرجع محمد داود كل ذلك إلى كثرة المياه ووفرة العيون التي تتفجر من كل سقاية أو نافورة أو صهريج، حتى يوم الناس هذا...
وحينما نعود إلى صورة تطوان في الشعر المغربي خلال القرون الماضية، نجد هذا الحديث عن حدائق المدينة وجنانها وبساتينها. ومن ذلك قول الشاعر محمد بن الطيب العلمي صاحب "الأنيس المطرب فيمن لقيته من أدباء المغرب:" ألا قل لتطوان مقالة ذي عذر/ فتى هاجه من ساكنيه هوى عذري. ويا جنة من كل غم وجنة/ رأت أعيني الأنهار من تحتها تجري. وقد تغنى الشعراء بمجالي وفضاءات تطوان وحدائقها، مثل ابن زاكور الفاسي، وهو يردد: تطوان ما أدراك ما تطوان/ سالت بها الأنهار والخلجان. قل إن لحاك مكابر في حبها/ هي جنة فردوسها كيتان. وكان الشاعر إبراهيم الإلغي، وهو شقيق المختار السوسي، قد احتفى في قصيدة فريدة له بهذه الحدائق والبساتين والمنتزهات والرياضات، متحدثا عن ساحة الفدان المجاورة لنا، ورياض العشاق، كما تحدث عنها حسني الوزاني في ديوان يحمل هذا الاسم، ثم عين بوعنان وجنان بوجراح وبساتين كيتان، حيث يقول: مرج كيتان جنة/ زخرفتها يد القدر. كما تحدث عن نهر مرتيل، أو مرتين، وعن "لا يبيكا"، حيث يحمل ملعب سانية الرمل هذا الاسم، وكانت المنطقة كلها بساتين خضراء. والأمر نفسه بالنسبة إلى منتجعات "ريستينكا" وجنان مرتيل والمضيق...