في عام 2006، نظمت الفنانة التونسية المعاصرة مريم بودربالة معرضًا بعنوان "الصورة المنكشفة" شكل لحظة فارزة في تناول الاستشراق الفوتوغرافي، تتنطع فيه نساء فنانات لإعادة نظر أركيولوجية ومعرفية وتأويلية في النظرة الاستشراقية للجسد الأنثوي، والتي جعلت من هذا الأخير محطًا لكافة الاستيهامات. وشكّل هذا المعرض حدثًا ثنائي الدلالة؛ فهو من جهة جعل الفن الاستشراقي الفوتوغرافي يتقابل تاريخيًا وبصريًا مع الفوتوغرافية الفنية المعاصرة، انطلاقًا من نظرة تروم تفكيك الرؤى الاستشراقية للجسد الأنثوي العربي والشرقي عمومًا، وهو من ناحية أخرى كان توطيدًا لأسس فن عربي معاصر ظهرت تباشيره الأولى في تسعينيات القرن الماضي، باعتماده المتعدد على الجسد الشخصي والفوتوغرافيا والمشهدية الإنشائية والإنجازية. بيد أن البعد الأعمق والأكثر إثارة في الأمر يتمثل بالأساس في بناء نظرة "نسوية" ناقدة ومفجرة لما بناه الغرب من رؤى استيهامية كانت أجساد جدات تلك الفنانات موضوعا مُشرعًا ومتسيبًا لها.



