كل شيءٍ تغير
فنجان قهوتك بجانب المدفأة..
وسادتك الناعمة المنسوجة من الوسن والسّكينة
سجادة صلاتك التي باتت تشكو قلة الدعاء..
وصوتك المتكسر في أرجاء البيت.
كل شيءٍ تغير
مواعيدُ قصائدي ..
الإفطار دون كوب شاي ساخنٍ وضفائركِ السلسبيل
مذابح المساء في نشرات الأخبار..
والعصافيرُ النائمةُ أعلى الشجرة.
كل شيءٍ تغير
لون السّماء وارتعاش الأرض حين رحلتي غاضبة.
أوراقي الملقاة على عاتق التّوق
والشوقُ لبسماتكِ الدّافقة.
عطركِ المعرش أعلى الصّدر
صندوق مكياجك ..
وعلب البهار المترنحة خلفك.
ثمة ما يدعو للقلق
الكوابيسُ تعضّ نومي
وأنا مستكينٌ بمغارة الأرق.
لم ألتق بك في الهجرة الأخيرة
لكن لفت انتباهي
أنك ترقعين الزمهرير بالخيام الهزيلة
وتسكتين الأطفال بنصف تفاحة
وحكاية ليلى والذئب.
كنت أبلغتني عن غزو خارجي
وعن حلمك الذي فتك به الحاكم المستبد
وعن وقوفك كفراشةٍ على حواف الدمع وقت الحرب.
أسرابُ الّنحلِ النّازحة خلفك
وصدور البيلسان.
انحدرَ بنا الحنين حتى الضمةِ الأولى
وصمتنا ..
ألم أقل لكِ
كل شيءٍ تغير.
شاعر فلسطيني