الجديدة والمجال البحري متابعة : عزالدين ماعزي

في افتتاح الندوة الثانية عشرة لذاكرة المدينة التي شهدتها قاعة مكتبة التاشفيني بالجديدة يوم الجمعة 24 أبريل 2015 ، اشار كاتب الفرع المحلي لاتحاد كتاب المغرب ذ عبد
المجيد نوسي أن الندوة تحقق العديد من القضايا والاشكالات وتطرح أسئلة ومقترحات ووجه الشكر لأعضاء الفرع على مستوى الإنصات والأوراق المشاركة شاكرا المكتبة الوسائطية التي تقدم الدعم على مستوى الفاعلين والأساتذة ودليل اهتمام الفرع بذاكرة الجديدة بكونها ذاكرة المستقبل مستحضرا الذاكرة والرمز كهم شخصي قبل أن تكون غير ذلك وذكر بأنشطة الاتحاد في ندواته السابقة مستحضرا في هذا السياق : الموروث الثقافي الشعبي والاهتمام الدولي لمدينة الجديدة والمدينة والإبداع وتمثلات الكتابة النسائية ،الحركة التشكيلية بإقليم الجديدة ، التوثيق الجهوي والجهة والثقافة بالمغرب ، المرأة والذات والمتخيل ، صورة المرأة في الخطاب السمعي..الخ

في مداخلة المندوب الإقليمي للسياحة ذ عبد الله عين رحبة عن (قطاع السياحة الشاطئية بالإقليم ) مشيرا إلى العلاقة العمرانية الاجتماعية المشتركة بين المدينة والبحر وانه أعطى فرصة للمدينة لتنمية النشاط الاقتصادي والسياحي بالمنطقة بتوفرها للمادة الخام وتتمثل في الأساس على عدد من الشواطئ المهمة (شاطئ بونعايم ،الحوزية ، الواليدية ..) تمتاز بالجودة من ناحية المياه والتجهيزات المتوفرة إضافة الى عدد من المآثر العتيقة (الحي البرتغالي ، تازوطا..) وبنايات لها طابع معماري خاص وتحدث عن العديد من التظاهرات الثقافية الموسمية التي يشهدها الإقليم ومهرجانات فنية وتقاليد تعرفها المدينة من حيث العادات التي ترتبط بالجانب البشري والصناعة التقليدية وهناك تفاعل وعلاقة بالبحر بتوفر الإقليم على ثلاثة موانئ مهمة : الجرف الأصفر والبيضاء وآسفي وفتح طرق جديدة الطريق السيار ووسائل نقل حديثة بين محور البيضاء الجديدة ومؤهلات سياحية تواكبها مشاريع الإيواء والاطعام وبرامج عمل تندرج في الإطار السياحي الرياضي بعدد من الرياضات المائية ومسالك الغولف وأدرج أرقامت تتعلق باسرة الفنادق وعدد الزائرين وان القطاع السياحي بالمخطط الازرق يهم الجميع ويساهم في العلاقات الإنسانية وللمنطقة عموما بمؤهلاته السياحية في إطار التقسيم الجهوي الجديد...

ذ حسن العباسي (كلية الآداب بالجديدة ) السياحة الخضراء المؤهلات الطبيعية الدلالة وإشكالية السياحة مشيرا التنمية بدلالة الإمكانات والمظاهر والمعيقات وعناصر التجاوز مقاربة بيئية مشيرا إلى أهمية المنطقة على المستوى الاقتصادي والثروة البشرية وهناك نوع من المفارقة وفي نفس الوقت هشاشة تنعكس على المستوى الاجتماعي مشيرا بالأرقام إلى دور المنطقة في اقتصاد البلاد من حيث المساحة المزروعة ٣٣ في المائة ومن إنتاج الخضر والحليب والقطاني واللحوم ووحدات مورفولوجية متنوعة وثروات ترابية غنية وأشار إلى الضغط الكبير على الموارد وزحف السكن ونهب الرمال الشاطئية واغتيال الأشجار النباتية وتدمير البيئة الساحلية وهناك تلوث متنوع في سواحل الجديدة مشيرا إلى بعض مظاهر التدهور في المواقع المورفولوجية مع شروط تثمين المواقع بالمنطقة بعدم اعتبارها بسيطة لاأهمية لها ولكنها مورد أساسي ضمن جميع الموارد الترابية المتاحة .. ولتحقيق هذه الأهداف قال يجب تطوير برامج تربوية تحسيسية تبين أهمية المواقع المورفولوجية وإمكانيات الاستفادة منها بالتأكيد على أهميتها العلمية والتربوية والترفيهية ودعم وتطبيق وتوسيع التدابير المستمدة لحماية المناطق المحمية من أشكال التدهوروإيجاد الوسائل والطرق المناسبة للاستفادة منها ...وقد عزز عرضه الأكاديمي بصور وبيانات وأرقام وخرائط للإقليم... 

 في تدخل الأستاذ مراد الخطيبي شاعر وباحث بعنوان (البحر وتمثلاته في الذاكرة الموشومة ) مشيرا الى دور الذاكرة كشيء متحرك وترمز الى المستقبل وتحدث عن خصوصية البحر ورمزيته تجعل منه تيمة أساسية في الأدب إشارة الى العديد من الروايات  التي اشتغلت على تيمة البحر وتمثلات البحر في كتابات عبد الكبير الخطيبي الذاكرة الموشومة ، البحر وتمثله في الذاكرة وعلاقتها بالطفولة ، البحر خطر وانفتاح على المجتمع ..

العمل الثاني قصة حب بين شاعر افريقي والاشارة الى العلاقة بين الانسان واستجابة اللغة مع جرد تمثلات البحر في العمل استخدم الكاتب لغة شاعرية استوحاها من عالم البحر وبعده الرمزي والفني كأفق مفتوح للبوح والاستحمام والحلم والاستجمام والإبداع ...

سير الجلسة الاولى حول الجديدة والمجال البحري بحكمته العالية د.الحبيب الدايم ربي .

في الجلسة المسائية كانت مع بقية العروض والمداخلات التي ترأسها ذ الجيلالي ظريف تحدث فيها المحاضر ذ محمد مستقيم عن البحر واستعادة الذات في مريض الرواية لصدوق نور الدين متسائلا كيف استطاع الكاتب أن يقدم فضاءات مازكان من خلال أسفاره من مقهى رويال ذي حوله المؤلف لأحداث روائية مطابقة هي خدعة من اجل تنويع أفكاره مستعرضا نماذج من الرواية بما هو مرتبط بالرواية عبر حكاية صغرى كل واحدة تقتضي أخرى ... مستعيدا تفاصيل سيرة مدينة حبرت اصطيافه بنكهة البحر المسيج للمدينة ..

ذ بوشتة الحازبي في مداخلته (المغاربة والبحر في الفترة الحديثة ) نموذج الصويرة والجديدة ، فند ادعاءات البعض بوجود جفاء بين المغاربة البحر وان باحثين فرنسيين في القرن العشرين قاموا ببحث مصطلحات مستعملة في البحر ووصلوا الى ان اللغة العربية تفتقر الى هذه المصطلحات وهي في غالبيتها تأتي من إسبانيا ( أن الله صنع البحر للمسلمين والبحر للمشركين ) ليس هناك دواعي دينية وإنما الموروث والسبب دلائل داخيلة حول العلاقة المستبعدة بتسليم شؤون البحر للعلوج مع العلم أن القرصنة قام بها مغاربة وان اهم الدراسات اشارت الى انهم لم يكن لهم اهتمام بالبحر، والسعديون حاولوا إعادة الروح الى الأسطول المغربي  مع بناء علاقات مع السلطات الفرنسية حسب رغبة السلطان بناء أسطول بحري قوي والاهتمام بالثغور خصوصا ثغر الصويرة مع المبادلات وتطوير العلاقات مع الخارج ... 

 واختتمت أشغال الندوة السنوية الثانية عشرة لذاكرة المدينة (الجديدة والمجال البحري ) بآخر مداخلة  قدمها الاستاذ إبراهيم القلعي بعنوان (الصيد التقليدي بالجديدة عن طريق البشاكر ) تلتها مناقشة عامة .