لا أصدِّق !
حتى وأنا أشاهد صورك في نشرة المساء ملفوفا في كفن، ويدثرونك بالتراب، لا أصدِّق ! ..
حتى وأنا أصغي على أمواج راديو الصباح لرجفة صوت محمد الشوبي الحزينة وهو ينعيك ، لا أصدِّق !..
حتى وأنا أرى دموع لطيفة أحرار وادريس الروخ وبنعيسى الجراري ومحمد خويي… لا أصدق ؛ فالممثلون المدهشون كائنات هشَّة ، يبكون بسبب و بدون سبب.
حتى وأنا ألج بيتك لأول مرة ولم تكن هناك لضيافتي ،حتى وأنت هنا ولست هنا وهنالِك تتأملنا خلف ستار الحياة وعلى ركح اللاَّوجود ، لا أصدِّق!..
أكيد هو مشهد تراجيدي دقيق الإتقان لدرجة الواقعية ، أو أداء مبهر لمشهد الموت يشبه مشهد احتضارك العنيف في فيلم ” الدم المغدور ” ، أديته بكثير من التَّماهي والغوص في التفاصيل والقسوة على الذات ، أديته سريعا و فجأة ، بلا تمرين ولا إعادات ، ولم تعد ..
لا أصدِّق، ولم أعد أصدِّقك منذ زمن بعيد ، مند خدعتني وأنت تلبس باحترافية عالية شخصية امرأة بدوية قاسية في مسرحية ” بوغابة ” في بداياتك الأولى مع فرقة مسرح اليوم أمام ثريا جبران ، مند رفعتنا إلى السماء والحلم وأنت توقع أروع المسرحيات مع فرقة مسرح الشمس ، مند أقنعتني بأنك فعلا أعمى في مسرحية ” فانطازيا” ، وبأنك بخيل في مسرحية “ولاد لبلاد” ، وبأنك فوضوي متمرد وأنت تهذي بحوار عبثي رفقة رفيق روحك الفنان محمد خويي في مسرحية ” خبز وحجر ” ..
لا أصدِّق ، ولم أعد أصدِّقك مند التقيتك في كواليس تصوير حوار تلفزيوني و اكتشفت بأنك حزين جدا، لا تشبه شخصيات مسرحياتك التي توزع باقات الفرح..وبأنك طيب جدا، لا تشبه الرجال الأشرار والقساة والانتهازيين الذين برعت في تشخيصهم على الشاشات بكثير من الصدق والمحاكاة..
لا أصدِّق ، وكيف أصدِّق فنانا مهووسا بالتفاصيل ، بارعا في نحت الأحاسيس على تجاعيد التعبير ، عميقا في تقمص الإنفعالات، ومغامرا في الغوص في عمق الشخوص ، ودقيقا في رسم حالات الكآبة والفرح والموت والحياة ، بالنظرة وبالكلام وبالرعشة وبالصمت ..
ألا يكون موتك مشهدا متقنا ودقيقا من أدوارك المركبة ؟، ألا تكون تقمصت الدور وغصت فيه وسكنك لدرجة فقدان قلبك لذاكرة النبض ؟ ، ألا تكون كعادتك قد طلبت من المخرج أن لا يمارس خدع الصورة ، وأن يغطي جسدك بالتراب ، بالكثير من التراب لنصدق المشهد ، فأعجبه آداءك المبهر ولم يوقف التصوير؟؟..
لا أصدِّق ، الأبطال في الروايات ينتصرون على الموت ، يخرجون أحياءا من بطن سمك القرش ، ويظل قلبهم يخفق وإن اخترقهم الرصاص ، يعبرون حقول الألغام بسلام ، تنهزم أمامهم الجيوش والعواصف وتمائم السحر..
هذا يكفي أيها الممثل الملتزم ، لا تواصل أداء المشهد إلى النهاية ،أنفض تراب القبر ، دع ابتسامتك الحزينة تشرق على شاشات الوطن ، أعد قراءة السيناريو ، يبدو أنك سهوت من شدِّة الإعياء ،و انحرفت عن سياق النص ، راجع دورك جيدا، ستَعيش ، البطل لا يموت في النهاية.
حتى وأنا أشاهد صورك في نشرة المساء ملفوفا في كفن، ويدثرونك بالتراب، لا أصدِّق ! ..
حتى وأنا أصغي على أمواج راديو الصباح لرجفة صوت محمد الشوبي الحزينة وهو ينعيك ، لا أصدِّق !..
حتى وأنا أرى دموع لطيفة أحرار وادريس الروخ وبنعيسى الجراري ومحمد خويي… لا أصدق ؛ فالممثلون المدهشون كائنات هشَّة ، يبكون بسبب و بدون سبب.
حتى وأنا ألج بيتك لأول مرة ولم تكن هناك لضيافتي ،حتى وأنت هنا ولست هنا وهنالِك تتأملنا خلف ستار الحياة وعلى ركح اللاَّوجود ، لا أصدِّق!..
أكيد هو مشهد تراجيدي دقيق الإتقان لدرجة الواقعية ، أو أداء مبهر لمشهد الموت يشبه مشهد احتضارك العنيف في فيلم ” الدم المغدور ” ، أديته بكثير من التَّماهي والغوص في التفاصيل والقسوة على الذات ، أديته سريعا و فجأة ، بلا تمرين ولا إعادات ، ولم تعد ..
لا أصدِّق، ولم أعد أصدِّقك منذ زمن بعيد ، مند خدعتني وأنت تلبس باحترافية عالية شخصية امرأة بدوية قاسية في مسرحية ” بوغابة ” في بداياتك الأولى مع فرقة مسرح اليوم أمام ثريا جبران ، مند رفعتنا إلى السماء والحلم وأنت توقع أروع المسرحيات مع فرقة مسرح الشمس ، مند أقنعتني بأنك فعلا أعمى في مسرحية ” فانطازيا” ، وبأنك بخيل في مسرحية “ولاد لبلاد” ، وبأنك فوضوي متمرد وأنت تهذي بحوار عبثي رفقة رفيق روحك الفنان محمد خويي في مسرحية ” خبز وحجر ” ..
لا أصدِّق ، ولم أعد أصدِّقك مند التقيتك في كواليس تصوير حوار تلفزيوني و اكتشفت بأنك حزين جدا، لا تشبه شخصيات مسرحياتك التي توزع باقات الفرح..وبأنك طيب جدا، لا تشبه الرجال الأشرار والقساة والانتهازيين الذين برعت في تشخيصهم على الشاشات بكثير من الصدق والمحاكاة..
لا أصدِّق ، وكيف أصدِّق فنانا مهووسا بالتفاصيل ، بارعا في نحت الأحاسيس على تجاعيد التعبير ، عميقا في تقمص الإنفعالات، ومغامرا في الغوص في عمق الشخوص ، ودقيقا في رسم حالات الكآبة والفرح والموت والحياة ، بالنظرة وبالكلام وبالرعشة وبالصمت ..
ألا يكون موتك مشهدا متقنا ودقيقا من أدوارك المركبة ؟، ألا تكون تقمصت الدور وغصت فيه وسكنك لدرجة فقدان قلبك لذاكرة النبض ؟ ، ألا تكون كعادتك قد طلبت من المخرج أن لا يمارس خدع الصورة ، وأن يغطي جسدك بالتراب ، بالكثير من التراب لنصدق المشهد ، فأعجبه آداءك المبهر ولم يوقف التصوير؟؟..
لا أصدِّق ، الأبطال في الروايات ينتصرون على الموت ، يخرجون أحياءا من بطن سمك القرش ، ويظل قلبهم يخفق وإن اخترقهم الرصاص ، يعبرون حقول الألغام بسلام ، تنهزم أمامهم الجيوش والعواصف وتمائم السحر..
هذا يكفي أيها الممثل الملتزم ، لا تواصل أداء المشهد إلى النهاية ،أنفض تراب القبر ، دع ابتسامتك الحزينة تشرق على شاشات الوطن ، أعد قراءة السيناريو ، يبدو أنك سهوت من شدِّة الإعياء ،و انحرفت عن سياق النص ، راجع دورك جيدا، ستَعيش ، البطل لا يموت في النهاية.