-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

“عروسة خشب” ، عمل مصري يخطف الجائزة الكبرى بتونس

“عروسة خشب” ، عرض مسرحي مصري كان له شرف تمثيل جمهورية مصر العربية في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس الذي نظمته جمعية مسرح الصمود في نسخته السادسة دوليا و الثامنة عشر وطنيا . “عروسة خشب” كان من إنتاج فرقة مسرح القاهرة للعرائس بقيادة الممثل محمد نور الدين الذي كان رئيسا للوفد المصري و مكلفا بمهمة تقنيّ الإضاءة و الصوت خلال العمل، تأليف و إخراج سيد رستم. و قد شاركه في بطولة العمل الممثلين الآتي ذكرهم حسب الظهور :
سيد رستم – محمد شبراوى – محمد سلام – محمد عبد السلام – لمياء حميدو . ليرافقهم عمرو الشاذلي في خطة فنىّ ميكانيست و محمد نور الدين في خطة تقنيّ الإضاءة و الصوت. هذا العرض اشتغل على تقنية الأراجوز ، و “القراقوز” أو “الأراجوز” لمن لا يعرف أصل الكلمة أو معناها هي كلمة ذات أصل تركي لكلمة “قره قوز” والتي تتكون من مقطعين هما “قره” بمعنى سوداء و “قوز” بمعنى عين ، وبذلك يصبح المعنى العام لكلمة ” قره قوز ” هو ” ذو العين السوداء ” و ذلك دلالة علي سوداوية النظر علي الحياة في نقد كوميدي ساخر أو ما يعرف بالكوميديا السوداء.
الأراجوز هو أحد الأشكال التي تنتمي لما يعرف باسم “مسرح العرائس” و هو على وجه الدقة عبارة عن دمية قفاز ، يكون رأسه مصنوعا من خامة خفيفة و صلبة كالخشب ، مرسوم عليها وجه ذو تعبيرات حادة ، وتنتهي من أعلي بــ “طرطور أحمر اللون ” . أما وسط الدمية ” الأراجوز ” و صدره فهما عبارة عن جلباب أحمر طويل ، و يداه قطعتان من الخشب و قد عرف أكثر عن طريق اهتمام المبدعين المصريين بهذا اللون من المسرح منذ القدم حتى بات يعرف بكونه مصريا .
و يتم التحكم في تحريك الدمية ” الأراجوز ” ، عن طريق اليد حيث يستطيع اللاعب أن يحرك رأسه باصبع السبابة . و تختفى يد اللاعب كاملة داخل جلباب الأراجوز الأحمر . و هذه هي آلية تحريك دمية الأراجوز. ليظطلع محرّكي الدمى بإلقاء الحوارات بأنفسهم. و قد برز هذا اللون من المسرح لدى الجمهور المصري لدرجة لا تكاد تجد حيا من أحياء مصر القديمة في أغلب المحافظات دون أن تجد بينهم لاعبي مسرح العرائس و محرّكي أراجوز .
عرض مسرحي كان موجها للأطفال و مستوحى من التراث الشعبي المصري ، يروي حكاية عروس خشب بدأت رحلة شاقة و مضنية في البحث عن أبيها مجزأة على ستة أجزاء كلما وجدت جزءا تلاه جزء آخر مفقود ، ثم تتداخل الأحداث ليعاد تجميع أجزاء الأب المفقود الذي بدوره يحيلنا على فتاة فلسطينية – في تليمح لعهد التميمي – نجدها فجأة صلب الحكاية و هذا ما فاجأنا و لم نفهم كيفية إقحامها في الأمر. كطرح لترابط قضية البحث عن أعضاء العائلة المفقودين و قضياي العائلات الفلسطينية التي لا تكاد تبدأ رحلة البحث عن أحد أفرادها حتى تفقد فردا آخر .
جميع مشاهد العرض تدور في فلك ريف مصري قديم و بخلفيات تحيلنا على الموروث الفرعوني القديم و هو ما يجعل من العمل ذو قيمة تراثية كبييرة ، لكن مشهد إقحام الدبابة في العرض لم يكن مفهوما لمتتبعي العرض من المسرحيين أو الصحفيين و لم يكن ناجحا حتى بالنسبة لطفل متتبع. كما أن العمل كان طويلا نسبيا مقارنة بالأعمال الأخرى المتنافسة في المسابقة و كانت فقراته متداخلة حيث كانت لاموسيقى المصاحبة أعلى بكثير من صوت الممثلين الذي كان بدوره مسجلا بتقنية البلاي باك أحيانا و أحيانا مباشرا…، رغم كل هذه الأخطاء التقديرية نجحت “عروسة خشب” في نيل الجائزة الكبرى بالمهرجان الدولي لمسرح الطفل و هي جائزة فلسطين لللإبداع و تسند من قبل الرابطة الوطنية الثقافية الفلسطينية و جائزة أفضل عرض .

عن أنتلجينسيا

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا