1 ـــ موازين، هل هي مؤامرة على الطلبة والتلاميذ :مالكة
العاصمي
شهر ماي ويونيو يعتبر في المغرب موسما لمختلف الامتحانات
العادية والإشهادية، وفترة تتعبأ فيها الدولة والمجتمع والأسر ومختلف المتمدرسين من الطلبة والتلاميذ، للمراجعة والتركيز على تكوين
حصيلة سنوية من دراستهم يختبرون فيها. ويقتضي ذلك توفير مناخ عام يساعد المتمدرسين
على الراحة والتركيز، وتوفير أجواء المراجعة والاستيعاب داخل الأسرة وخارجها، بعيدا
عما يشوش أو يشتت الانتباه والفكر.
الذي يحدث طيلة قرابة عقدين من الزمن، أن جهات تتعبأ
لتنظيم مهرجانات كبرى تختار لها هذه الفترة بالذات التي هي فترة الامتحانات، وتحشد
لها فيالق من النجوم ذوي الشهرة العالمية، وتجند لها وسائل الإعلام البصرية والسمعية
والمكتوبة وغيرها، وتنصب لها منصات في عدد من الأماكن للغناء والرقص والسهر إلى أوقات
متأخرة من الليل، وتدعو لها الشباب ليتركوا دراستهم ومراجعاتهم وليتفرغوا طيلة أسبوع
الامتحانات إلى السهر والتسكع في الشوارع والعودة إلى البيت حتى وقت متأخر في حالة
من التعب والإرهاق. إضافة إلى أنها تشغل فكرهم وتشتت انتباههم طيلة الأسابيع السابقة
واللاحقة. وخلال أيام الامتحانات نفسها. فتشوش عليهم بهذه البرامج الكثيرة والأخبار
والمعلومات، وكل الحشد الفني والإعلامي المصاحب لوجود فنانين ونجوم كبار في المغرب،
يُدعَوْن إلى متابعتهم وتتبعهم وتقصي أخبارهم، فلا يسمح لذهن المتمدرسين أن ينشغلوا
بعملهم العلمي وامتحاناتهم بسبب التشويش الذي يتعرضون له من كل جانب.
الواضح أن هذا المشروع التشويشي يستهدف نتائج التلاميذ
والطلبة لسنة دراسية كاملة. وبالتالي فهو يستهدف أجيال المغرب ونتائج المجهود التعليمي
للدولة وللأسر المغربية ولوزارة التربية والتعليم وللأساتذة، ويستهدف بالتالي آفاق
ومستقبل التنمية في المغرب.
السؤال ما علاقة هذا المشروع التشويشي الذي يستهدف
التلاميذ والطلبة، بمشروع تجهيل المتمدرسين في المدرسة المغربية عن طريق التدريس بالدارجة.
وما علاقة هذين المشروعين بالمشروع الثالث الذي
استهدف الإعلام الفصيح وأطلق سلسلة من الإعلام التجهيلي الدارج القائم على الثرثرة
وتفراق اللغة.
وما علاقته بالمشروع الرابع الذي انتشر في الفضاء
العام لتغيير ثقافة العلم ولغة العلم إلى لغة الجهل وثقافة الجهل.
ومن هم القائمون على كل من هذه المشاريع وما علاقتهم
وارتباطاتهم الداخلية والخارجية.
2 ــ المهووسون الجنسيون في مهرجان موازين
يعرف مهرجان موازين في كل سنة دعوة نجوم معروفين
بكونهم مرضى جنسيين او مهووسين جنسيين. فقد دُعِيَ في موسم سابق مغن قام بالتعري على
الخشبة في عملية استعراضية لأجهزته التناسلية عبرت عن حالة مرضية متقدمة. الرجل لم
يأت ليقدم أغاني تطرب الجمهور وتنشطه، لأنه لا يغني ولا يمارس فنا. بل هو إنسان مريض
نفسيا وجنسيا، مهووس بأجهزته التناسلية بدل أن ينشغل بالفن والإبداع وتطوير ملكاته
الإبداعية. الرجل مريض نفسيا أولا، وثانيا ليس لديه ما يقدمه. بذلك يحاول إغراء الجمهور
بأعضائه الحميمية،، وشغلهم عن ضحالة ما يقدمه من فن رخيص بعرض حميمياته وخدماته الجنسية.
وبإغراء الجمهور بقابلياته واستعداده لأي فعل جنسي ممكن.
ولم يتخلف منظمو هذا المهرجان الاستثنائي في دورة
أخرى عن دعوة نفس النوع من المرضى الجنسيين المعروفين بفنانات الجنس. فماذا قدمت شاكيرا؟
وماذا قدمت جونيفير لوبيز؟ غير تشخيصات لأفعال جنسية في الشارع العام، وغير عروض خاصة
بإثارة الغرائز؟.
لم تكن
شاكيرا وجينيفير معروفتين كمغنيتين لهما إنتاج له قيمة فنية. ولكن كانتا معروفتين
كمريضات ومهووسات جنسيا، تقوم عروضهما على استعراض أعضائهما وخدماتهما الجنسية والإغرائية
لمن يدفع من المهووسين الجنسيين.
الجنس نشاط إنساني عادي ونبيل. يمارس في شروط معينة
زمنية ومكانية لتحقيق المتعة ومنح التوازن النفسي والجسدي للإنسان. ويوصي علماء التربية
وعلماء النفس وعلماء الاجتماع بشغل الأطفال والمراهقين والشباب بأنشطة فكرية ثقافية
اجتماعية رياضية لصرفهم عن التفكير في الجنس، وعن التركيز على أجهزتهم ورغباتهم.
لكن بعض الأسر تنشغل عن أطفالها فتتركهم لوحدتهم
نهبا لأحاسيس وانفعالات المراهقة ومخاطرها.
أو تتركهم عرضة لبعض المنحرفين اللذين يغتصبون طفولتهم،
أو يعرضونهم في مراهقتهم وشبيبتهم لأنواع من الابتزاز أو العادات المرضية التي تؤثر
على حياتهم وعلاقاتهم ونموهم كأسوياء.
وبعض الأسر تجهل قواعد التربية ومسؤوليات الأبوة
والأمومة فيتعرض أبناؤها لاضطرابات سلوكية وجنسية. سيما مع انتشار أنواع المسكرات والمخدرات
وشبهها، مما يفقد الإنسان السيطرة على أفعاله، فتتفاقم الأمور وتتخذ كافة المسارات
المضطربة والاختلالات.
هذه الأنواع من الأمراض تفاحشت في المجتمعات الغربية
نتيجة التفكك الأسري وإغراق الأسرة في العمل الخارجي طيلة اليوم. ونتيجة ظروف العيش
في المدن الغربية المترامية الأطراف. وغير ذلك من العوامل التي حكمت أن يعيش كل واحد
من أفراد الأسرة وحدته بعيدا عن باقي الشركاء الطبيعيين، ما يجعل كلا من هؤلاء الأفراد
يبحث عن بدائل لملئ وحدته، فيتعرضون بسبب هذه الحاجة النفسية الطبيعية لأنواع من الأعطاب
النفسية والسلوكية غير السوية.
السؤال: هل اللذين يوجهون الدعوات لمثل هذه الأصناف
من المرضى والمنحرفين لديهم مشاكل ما تقودهم لاختيار هذا النوع من المهووسين جنسيا.
وهل هم لا يعرفون من الفنانين غير هذا النوع من الأشخاص المضطربين المنحرفين. فيجهلون فنانين كبارا عربا وغربيين ممن يقدمون أعمالا
ترقى بوجدان المتلقي، وتحقنه بشحنات فكرية شعورية إبداعية إنسانية جمالية غير علاقات
الفراش والسرير والمؤخرات وأنواع العلاقات الشاذة والاضطرابات السلوكية والجنسية.