عليكَ، يقولون ويكررون، تحمل وِزر هويتك. التفكير وفق تعاليمها والفعل بانسجام مع حمولتها.
لكن ثمة تفصيل بسيط لا ينتبه له دعاة مطابقة الاسم والمسمى: اسمك الشخصي وليد
الصدفة، وكذلك الاسم العائلي.
* * *
لم تطلق صرختك الأولى في رحم العالم وضده يوم «العيد لكبير»، ولذا لا تحمل اسم عبد الكبير مثل ابن مدينتك عبد الكبير الخطيبي.
سأل موظف الحالة المدنية الجد الفقيه المكنى «العبادي» عن أي اسم عائلي يرتضيه لسلالته الوافدة من عمق دكالة البدوي إلى حاضرتها. تلعثم الحاج محمد الذي لم يكن بعد قد زار ديار الإسلام المقدسة، منتظرا أن تنقذه ذاكرته الإذاعية من ورطة السؤال ذاك. تسلل إليه صوت المذيع الرتيب وهو يفتتح نشرة أخبار الواحدة زوالا بسرد الأنشطة الملكية: «قام جلالة الملك محمد الخامس، عاهل المملكة المغربية، نصره الله وأيده، بكذا وكذا···»!. أجاب «بابا» الموظفَ دون كثير تفكير وهو يتغيا التيمن باللغة السلطانية والتبرك بسليل الدوحة النبوية رمز قهر المستعمر الغاشم الذي كان يسعى دهاقنته، من بين ما كانوا يسعون إليه، لعنهم الله إلى يوم الحشر وأحرقهم إلى أخمص القدمين في جهنم وأنزل بهم بئس المصير، إلى تنصير أبناء هذا الوطن الآمن المتشبع بدينه الإسلامي وبرسالة خاتم الأنبياء: «عاهل»!
ربما كان موظف البلدية يشكو بعض الصمم، وربما كانت لديه تعليمات صارمة كي لا يسجل الاستعارات من اللغة المخزنية في كنانيش الحالة المدنية، أو ربما زل قلمه. الشيء الوحيد المؤكد أن الرجل خط حرف الدال بدل حرف اللام!
***
لأنك لم تطلق صرختك الأولى في رحم العالم وضده يوم «العيد لكبير»، فأنت لا تحمل اسم عبد الكبير مثل ابن مدينتك عبد الكبير الخطيبي.
حين التداول حول الاسم الشخصي، قالت العمة منتفضة: «كيف تريدون أن يحمل الطفل، ثاني حفدة الفقيه محمد، الرائد المداوم للزاوية التيجانية، والمؤمن حتى النخاع بدينه ووطنه وملكه، اسما سيمسخه شياطين الحي إلى «كَيوم» اللعين، نسبة إلى المقيم العام غيوم؟ هل تكرهون هذا الغصن الجديد في شجرة العبابدة المؤمنة، إلى درجة وسمه باسم سيتحول إلى سبة؟ اتقوا الله في الابن البكر للسي بوشعيب الذي لم نره سعيدا مثل اليوم!»
اقتنع مجلس العائلة بالاعتراض، فذبحوا البهيمة يوم العقيقة منتقين للطفل اسم «سعيد»، بدل «أيوب»، لأن صرخته الذكورية جعلت والده سعيدا!
* * *
الاسم العائلي والشخصي لا يحددان الهوية. بل فقط الانتماء لمجموعة بشرية ما. وفي حالتي، فهو يشير إلى الانتماء إلى مجموعة من يحملون نفس اسمي الشخصي أو العائلي، وهم كثر، ليس في المغرب فحسب، بل في دول عربية أخرى أيضا.
يقول ميشيل سير في هذه الصدد: «الخلط بين الهوية والانتماء خطأ في المنطق، خطأ قام علماء الرياضيات بحله. إما أن تقول: «ألف» هو «ألف»، «أنا» هو «أنا»، وهذه هي الهوية، أو تقول: «ألف» ينتمي إلى المجموعة كذا، وهذا هو الانتماء.»
10/28/2015
لكن ثمة تفصيل بسيط لا ينتبه له دعاة مطابقة الاسم والمسمى: اسمك الشخصي وليد
الصدفة، وكذلك الاسم العائلي.
* * *
لم تطلق صرختك الأولى في رحم العالم وضده يوم «العيد لكبير»، ولذا لا تحمل اسم عبد الكبير مثل ابن مدينتك عبد الكبير الخطيبي.
سأل موظف الحالة المدنية الجد الفقيه المكنى «العبادي» عن أي اسم عائلي يرتضيه لسلالته الوافدة من عمق دكالة البدوي إلى حاضرتها. تلعثم الحاج محمد الذي لم يكن بعد قد زار ديار الإسلام المقدسة، منتظرا أن تنقذه ذاكرته الإذاعية من ورطة السؤال ذاك. تسلل إليه صوت المذيع الرتيب وهو يفتتح نشرة أخبار الواحدة زوالا بسرد الأنشطة الملكية: «قام جلالة الملك محمد الخامس، عاهل المملكة المغربية، نصره الله وأيده، بكذا وكذا···»!. أجاب «بابا» الموظفَ دون كثير تفكير وهو يتغيا التيمن باللغة السلطانية والتبرك بسليل الدوحة النبوية رمز قهر المستعمر الغاشم الذي كان يسعى دهاقنته، من بين ما كانوا يسعون إليه، لعنهم الله إلى يوم الحشر وأحرقهم إلى أخمص القدمين في جهنم وأنزل بهم بئس المصير، إلى تنصير أبناء هذا الوطن الآمن المتشبع بدينه الإسلامي وبرسالة خاتم الأنبياء: «عاهل»!
ربما كان موظف البلدية يشكو بعض الصمم، وربما كانت لديه تعليمات صارمة كي لا يسجل الاستعارات من اللغة المخزنية في كنانيش الحالة المدنية، أو ربما زل قلمه. الشيء الوحيد المؤكد أن الرجل خط حرف الدال بدل حرف اللام!
***
لأنك لم تطلق صرختك الأولى في رحم العالم وضده يوم «العيد لكبير»، فأنت لا تحمل اسم عبد الكبير مثل ابن مدينتك عبد الكبير الخطيبي.
حين التداول حول الاسم الشخصي، قالت العمة منتفضة: «كيف تريدون أن يحمل الطفل، ثاني حفدة الفقيه محمد، الرائد المداوم للزاوية التيجانية، والمؤمن حتى النخاع بدينه ووطنه وملكه، اسما سيمسخه شياطين الحي إلى «كَيوم» اللعين، نسبة إلى المقيم العام غيوم؟ هل تكرهون هذا الغصن الجديد في شجرة العبابدة المؤمنة، إلى درجة وسمه باسم سيتحول إلى سبة؟ اتقوا الله في الابن البكر للسي بوشعيب الذي لم نره سعيدا مثل اليوم!»
اقتنع مجلس العائلة بالاعتراض، فذبحوا البهيمة يوم العقيقة منتقين للطفل اسم «سعيد»، بدل «أيوب»، لأن صرخته الذكورية جعلت والده سعيدا!
* * *
الاسم العائلي والشخصي لا يحددان الهوية. بل فقط الانتماء لمجموعة بشرية ما. وفي حالتي، فهو يشير إلى الانتماء إلى مجموعة من يحملون نفس اسمي الشخصي أو العائلي، وهم كثر، ليس في المغرب فحسب، بل في دول عربية أخرى أيضا.
يقول ميشيل سير في هذه الصدد: «الخلط بين الهوية والانتماء خطأ في المنطق، خطأ قام علماء الرياضيات بحله. إما أن تقول: «ألف» هو «ألف»، «أنا» هو «أنا»، وهذه هي الهوية، أو تقول: «ألف» ينتمي إلى المجموعة كذا، وهذا هو الانتماء.»
10/28/2015