القاهرة - ربما يحمل 2015 لقب "عام النزيف
الثقافي" إذ شهد رحيل عدد من أبرز المثقفين العرب من عيار فاطمة المرنيسي وإدوار
الخراط وإيهاب حسن.
ولفياض إبداعات في القصة القصيرة والرواية فضلا
عن التأريخ لأعلام العرب ومنهم "ابن النفيس" و"ابن الهيثم" و"ابن
بطوطة" و"البيروني" و"جابر بن حيان" و"ابن البيطار"
و"ابن سينا" و"ابن رشد" و"الفارابي" و"الخوارزمي"
و"الإدريسي" و"الدميري" و"ابن ماجد" و"القزويني"
و"الجاحظ" و"ابن خلدون".
وفي الشهر نفسه توفيت الروائية والسينمائية الجزائرية
آسيا جبار عن 79 عاما في مستشفى بباريس حيث عاشت وحققت حضورا لافتا برواياتها التي
كتبتها بالفرنسية إضافة إلى فيلمين سينمائيين هما "نوبة نساء جبل شنوة"
1977 و"الزردة وأغاني النسيان" 1982.
وانشغلت آسيا جبار بقضايا المرأة وانتخبت لعضوية
أكاديمية اللغة الفرنسية عام 2005 كأول امرأة عربية تتبوأ ذلك المكان كما كانت ضمن
المرشحين لجائزة نوبل للآداب.
من المنشغلات أيضا بقضايا المرأة الراحلات عن عالمنا
في 2015 عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي التي كرست جهودها لإنجاز مشروع فكري
عن حقوق المرأة حتى وفاتها في نوفمبر تشرين الثاني عن 75 عاما.
ودرست المرنيسي في المغرب وفرنسا وأميركا ثم عادت
إلى بلادها لتدريس علم الاجتماع في جامعة محمد الخامس بالرباط وكانت أكثر صرامة في
تناول قضايا المرأة في مؤلفات منها "ما وراء الحجاب" و"أحلام النساء
الحريم.. حكايات طفولة الحريم" و"الحجاب والنخبة الذكورية" و"الخوف
من الحداثة.. الإسلام والديمقراطية" و"شهرزاد ترحل إلى الغرب".
ومن الراحلين الشاعر السوداني المقيم بالمغرب محمد
الفيتوري الذي توفي في أبريل/نيسان عن 79 عاما بأحد مستشفيات الرباط بعد معاناة مع
المرض.
ولقب الفيتوري بشاعر أفريقيا والعروبة وهو من رواد
الشعر الحديث حيث ارتبط شعره بنضال عدد من الدول الأفريقية ضد المستعمر.
وقد أسقطت عنه الحكومة السودانية الجنسية وسحبت
منه جواز سفره عام 1974 بسبب معارضته لنظام جعفر النميري لكنها أعادت له الجنسية ومنحته
جواز سفر دبلوماسيا عام 2014.
وفي الولايات المتحدة توفي في سبتمبر/أيلول الكاتب
المصري إيهاب حسن عن 90 عاما دون صخب أو اهتمام يليق بمكانته وشهرته التي حققها في
الغرب حيث كان يكتب باللغة الإنجليزية.
وكان الناقد السينمائي المصري سمير فريد كتب في
مقال في نهاية أغسطس/آب 2015 أنه دخل مكتبة في نيويورك عام 1997 وجذب انتباهه رف باسم
الكاتب إيهاب حسن وأدهشه "عدم ترجمة أي كتاب من كتبه إلى اللغة العربية".
وأضاف "وقد كان بالقرب من رف إيهاب حسن -وهو
مصري ولد في القاهرة عام 1925- رف كتب إدوارد سعيد... وكلاهما هاجر إلى أميركا باختياره
وكلاهما أصبح من كبار نقاد الأدب والمفكرين بل إن حسن يعتبر من أوائل المنظرين لتيار
ما بعد الحداثة في العالم" بعد الاستقرار في أمريكا منذ عام 1946.
وكتاب "دورة ما بعد الحداثة" الوحيد الذي
ترجم إلى العربية من بين أعمال إيهاب حسن وترجمه في الآونة الأخيرة الشاعر المصري محمد
عيد إبراهيم الذي قال إنه "أول من نبه إلى الرجل (حسن) في الثقافة المصرية"
منذ عام 1992 حين ترجم مقالات له بمجلات مصرية مضيفا أن شهرته في الخارج بلغت الآفاق
"إلا أنه لم ينل حظا عربيا... ترجمت كتبه لمعظم اللغات ما عدا العربية".
وفي الشهر الجاري رحل الكاتب المصري إدوار الخراط
عن 89 عاما ليغيب كاتب غزير الإنتاج موسوعي الثقافة لم يترك مجالا إلا أسهم فيه بنصيب
من الترجمة إلى الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والنقد التشكيلي والشعر والتصوير
أيضا.
ولم يتعرض أغلب الراحلين في عام 2015 لأزمات صحية
طويلة ولكن الكاتب المصري جمال الغيطاني توفي في أكتوبر/تشرين الأول عن 70 عاما بعد
دخوله غيبوبة استمرت أكثر من شهرين تاركا نحو 50 كتابا في القصة القصيرة والرواية وأدب
الرحلات وأدب الحرب والتأريخ لأماكن تاريخية وأثرية والسير الخاصة بأعلام منهم توفيق
الحكيم ونجيب محفوظ.
وبعيدا عن الأضواء المسلطة على مراكز إنتاج الثقافة
العربية توفي الروائي والباحث البحريني خالد البسام عن 59 عاما في صمت لا يتناسب مع
إنجازه في الرواية والتأريخ للثقافة والفنون في الخليج في كتب منها "يا زمان الخليج"
و"كلنا فداك.. البحرين والقضية الفلسطينية 1917-1948" و"تلك الأيام..
حكايات وصور من بدايات البحرين" و"القوافل" الذي رصد فيه تأثير رحلات
الإرساليات الأمريكية في مدن الخليج والجزيرة العربية بين عامي 1901 و1926 على الحياة
الاجتماعية والثقافية.
عن ميدل إيست أونلاين