فيما مضى كنت أتعثر إذا ما شعرت بمن يتفحصني؛ (نعم فمثلك لا ينظر نظرة عابرة؛ فنوعك يتفحص كما الحيوان الخبيث ويتخيل ويتوهم كما المريض العقلي)؛ ثم بدأت
أنظر لنفسي جيدا في المرآة أو أي سطح عاكس بحثاً عن سبب لنظراتك الوقحة فلم أجد؛ لم أجد سوى طفلة بزي مدرسي!!
أطلت ملابسي فلم يزيدك هذا إلا رغبة وإثارة؛ مددت يديك فأبتعدت؛ جئت خلفي فترددت بين الهروب أو الصراخ في وجهك…
كرهت الهروب ووقفت؛ أظهرت غضبي وكرهي لفعلك وصرخت في وجهك وليس منك كما تعودت من بني جنسي “الجنس الضعيف” فوجدتك تهرب!! أيهرب السبع من فريسه؟
حينها علمت أنك لست سبعاً؛ وأنني لست فريسة لك!!
تجاهلت كلماتك القذرة لفترة عسى أن تيأس من أن تلفت إنتباهي؛ فلم تيأس!! بل أزدادت كلماتك قذارة وإزدادت نظراتك توحشا وشهوة؛ حتى أصبح وقع كلماتك ونظراتك يؤلمني نفسياً وجسدياً؛ يؤلمني فعلياً أن تصبح خطواتي جرياً وأن يصبح سيري بجانب حائط أو سور بديهي ليكون باقي الشارع لك كهدية مني أو قربان لتتركني أمشي في سلام، فلم تفعل…
أخذت قراري بأن أمشي بوسط الشارع، فإن كنت تنازلت لك عنه من قبل فأنا الآن أريد أستعادته، وكما أعطيت سأسترد عطيتي..
فوجدتك مازلت تجرح… وتصب شهواتك فوق جسدي بعينيك؛ وتصب خيلاتك وأوهامك على مسامعي بكلماتك القذرة المسومة؛
فوجدتني أصرخ: أخرس!! ولغيرك صحت: ياقذر!! ولآخر: ياحيوان!
صرخت وصحت وشتمت ولم أشعر بنفسي المرة تلو المرة إلا وأنا أرد بعنف على إحدى نظراتك وكلماتك بلفظ: .. أمك!!!
لحظتها أدركت مدى تأثير كلماتك ونظراتك على نفسي على مدار عدة سنوات؛ من طفلة تتعثر في مشيتها بسبب نظراتك إلى طفلة تتساءل عن ذنبها الذي أقترفته حتى تنظر لها تلك النظرات إلى فتاة تكاد تسير بداخل حائط حتى تهرب منك ومن كلماتك ونظراتك؛ لأتحول إلى فتاة عنيدة تسير بوسط الشارع ثم تسبك وتسبك وتسب أمك التي أخرجتك على تلك الصورة المشوهة الأقرب إلى الحيوان عنها للإنسان.
ثم وجدتني أفكر؛ ترى هل من الممكن أن أحمل سوطاً في طريقي إلى العمل يومياً لأهش به الكلاب الضالة عن طريقي؟
قد تكون تصرفاتي الماضية غير مجدية!! فلأجرب طريقة بافلوف علها تنجح كما نجحت مع الكلاب.
فكلما نظرت بشهوة أو تفوهت ببذاءة ألهبت جسدك بالسوط.
خلاصة القول: لم أتطور وحدي بسبب الكائن المتحرش؛ فأغلب بنات جنسي (الجنس الرقيق الخجول (الغير ضعيف)) تطورن أيضاً؛ أغلبنا كفتيات ونساء مررنا بمرحلة الخجل لدرجة التعثر؛ ثم الأستحياء؛ ثم التجنب؛ ثم الرفض؛ ثم التمرد؛ ثم إستخدام القوة الجسدية والتي بدأ بعضنا في إستخدامها؛ والبقية تأتي.
أرجو أن تتطور أنت أيضاً لمستوى البشر وتخرج من طور الهمجية والحيوانية قبل أن ألهب لك ظهرك بالسوط.