ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﺑﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻼﺙ ﺑﺎﺷﺒﻴﻠﻴﺔ، ﻭ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭ ﺑﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻮ- ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻁ، ﻧﻈﻤﺖ ﻣﺆﺳﺴات ﺍﻟثقافة ﺍﻟثلاث ﻟﻠﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﺷﺒﻴﻠﻴﺔ ﻣﻦ 22 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ إلى 24 ﻣﻨﻪ.
ﻭﻗﺪ ﺭﻛﺰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﻓﻲ ﺃﻧﺸﻄﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺧﻼﻝ أيامه ﺍﻟﺜﻼثة، على مناقشة ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﻋﺪﺓ ﺟﻬﺎﺕ ﻭ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻓﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮبي، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻢ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ، ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟذي ﺗﻘﺪمت ﺑﻪ الحكومة الاندلسية و مؤسسة الثقافات وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ، ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ تراثا ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ، وكلهم ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮﻥ ﻭﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ . ﻭ ﻛﺬﺍ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻢ ﺭﻣﻮﺯﺍ ﻓﻨﻴﺔ ﺍﻏﻨﻮﺍ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ ﺑﻌﻄﺎﺀﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩﺓ ﻭﺍﻟﺠﻴﺪﺓ .
ﻭﺗﻀﻤﻨﺖ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ التي قرأتها السيدة عزيزة بناني و مدير مؤسسة الثقافات الثلات، ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍلأندلسية ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﺛﻢ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻄﻼﺋﻌﻲ ﻓﻲ ﺭﺑﻂ ﺍﻟجسور ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﻔﺘﻴﻦ، ﻭﺑﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺎﺳﻤﺎ ﻣﺸﺘﺮكا يصل بين ثقافات مختلفة ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ثانية.
ﻭﻟﺘﺘﻮﻳﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ. عمل المنظمون على تجسيد هذا الانجاز غير المسبوق في حفل ﻓﻨﻲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ "ﻧﺴﺎﺋﻢ ﺍﻻﻧﺪﻟﺲ ﻣﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ إلى المغرب العربي" للموسيقين المغاربيين سيدة المالوف درصاف حمداني من تونس و سيدة الطرب الغرناطي لمياء معدني، والباحثة و رائدة الغناء القرسطوي الأندلسي، السوبرانو سميرة القادري.
وقد ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﻼﺕ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻻﻧﺪﻟﺴﻴﺔ لتضم ﺍﺟﻤﻞ ﻭﺍﻋﺬﺏ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﺍﻻﻧﺪﻟﺴﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﻧﺎﻃﻴﺔ ﺛﻢ إلى ﺍﻟﻤﺎﻟﻮﻑ فﻗﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻜﺎﻧﺘﻴﻐﺎ ﺍﻟﻘﺮﺳﻄﻮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ أدﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺑﺮﺍﻧﻮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺳﻤﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ، ﺗحت ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﻳﺴﺘﺮﻭ ﻧﺒﻴﻞ ﺍﻗﺒﻴﺐ ﻭﻓﺮﻗﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺤﺖ هذه المساهمات ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻮﻟﻴﻒ ﻓﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻮﻉ الموسيقى ﺍﻻأﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ، ﺑﺎتقان ﻭ ﺩﺭﺍﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﺳﺘﻤﺪﺕ ﻣﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻮﻉ، ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻤﺎﻳﺴﺘﺮﻭ ﻧﺒﻴﻞ ﺃﻗﺒﻴﺐ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺑﺠﻮﺩﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﺘﻘﻼ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ انسجام ﺗﺎﻡ متمكنا من ﺭﺑﻂ أواصر ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺻﻠﺘﻴﻦ، مسافرا بالحضور ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ، وﻣﻦ ﻃﺮﺏ ﺇﻟﻰ طرب، وﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ إلى أخرى، فتوحدت ﺍﻻﺭﻭﺍﺡ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻐﻴﺖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .
. ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ انتهى العرض بتصريح للأستاتذة ﺳﻤﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻱ، ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﺎﺕ ﻋلى ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ، والتي رأت في النشاط "ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗؤﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻴﺔ ﺟﺴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎت، ﻮﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍستحضار عبق ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻛﻔﻜﺮﺓ ﺣﻴﺔ ﻧﻌﻴﺪ ﺇﺣﻴﺎﺀﻫﺎ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻼﺣﻖ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ" ﻛﻤﺎ ﺃﺿﺎﻓﺖ أن " ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠحوار ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺭﺑﻂ ﺃﻭﺍﺻﺮ الاﺧﺎﺀ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، وقد ﺣﺎﻭﻟﺖ في ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﺃﻥ ﺃﺗﺮﺟﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻪ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍلأﻧﺪﻟﺴﻴﺔ المغاﺭﺑﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟتراث ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ".