أراها مستغرقة ً في تفكير ٍ عميق .
الجميلة ُ ما الذي خطر َ في بالها
تقول ُ مع نفسها
وهبني الله ُ جمالا ً
ليته ُ منحني أجنحة ً أسافر ُ بها
عبر َ الزمن ِ ولا أشيخ .
تفكر ُ بشعراء َ بهرهم جمالها
ودبجوا لها القصائد َ
ولسوف يحفظ ُ الناس ُ تلك القصائد ِ
وينسون المناسبة .
هذا الرجل ُ الذي يقول ُ بأنه ُ يحبني
وأهرق َ نهرا ً من الدمع ِ الأسود ِ
ليقول َ كلاما ً جميلا ً عني
أهو يكتب ُ الشعر َ بسببي
أم لأن لاشيء لديه ِ يفعله ُ
سوى أن يحلم َ ويكتب ؟
تفكر ُ لو لم يكن الشاعر ُ
ولم تكن تلك القصائد ِ
فهل أكون َ أنا نفسها
تلك الفتاة الجميلة ؟
يقول ُ الشعراء ُ عني جميلة ٌ
هل أصدق ُ الشعر َ
أم المرآة ؟
ماذا لو قيل َ عني غدا ً
بأنني مصاصة ُ دماء ؟
تقول أفكر ُ بالأزهار ِ
وأتخيلني زهرة ً في طريقها للذبول ِ
ترى مالفرق ُ ما بين المرأة ِ والزهرة ؟
لماذا يبدو جمالي حزينا ً هذا الصباح
والشمس ُ غاية ً في السرور ؟
تفكر ُ لو كانت غزالة تركض ُ
في غابة أحلامها
بلا ذئاب ٍ ولا صيادين َ .
لو كانت الشمس ُ
تطل ُ على الناس ِ وقت َ نومهم .
لو أغنية تكون
لا يمل ُ سماعها أحد ٌ .
تفكر ُ الجميلة ُ كعاصفة ٍ
في حالة هدوء .
كحديقة ٍ تشعر ُ بالضجر ِ
لأن َ العصافير َ ارتجلت أغنية ً
عن الحنين ِ المكبوت ِ والشهوات ِ النزقة .
الجميلة ُ ربما تفكر ُ بي
به ِ الذي يشغل ُ فكرها
ذلك الشاب ُ الوسيم ُ الذي يغازلها
بعينيه ِ ..
شاعر من العراق يعيش كعاصفة ٍ في حالة هدوء