لقاء مع داوود أولاد السيد بمهرجان تطوان
خاص
نظم بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان ، صباح الأحد 27 مارس الجاري ، لقاء
مفتوح مع المخرج السينمائي داوود أولاد السيد حول تجربته الفنية التي تجاوز عمرها ثلاثين سنة ، نشطه الناقد السينمائي محمد اشويكة وشارك فيه ثلة من ضيوف الدورة 22 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط .
ويأتي هذا اللقاء المفتوح مباشرة بعد التكريم الذي حظي به داوود في حفل افتتاح الدورة 22 لمهرجان تطوان المتميز والعتيق (1985 – 2016) ، الذي احتضنته قاعة سينما إسبانيول مساء السبت 27 مارس وتميز بقراءة الناقد والمخرج السينمائي عبد الإله الجوهري لورقة ، سبق له أن نشرها مؤخرا تحت عنوان " داوود أولاد السيد ، السينمائي المغربي الأصيل " ، حول هذا المخرج المراكشي الفنان والإنسان . كما تميز هذا الحفل بتسلم مبدع فيلمي " باي باي سويرتي " و " في انتظار بازوليني " ، اللذان عرضا مساء الأحد بقاعة إسبانيول ، لدرع التكريم من يد الممثلة ثريا العلوي التي اشتغلت معه في بعض أفلامه .
تمحور هذا اللقاء الحميمي حول تجربة داوود أولاد السيد الفنية وتمت مساءلة بعض جوانب هذه التجربة في أبعادها الفوتوغرافية والسينمائية والتلفزيونية من خلال تدخلات النقاد والباحثين والمبدعين والصحافيين محمد اشويكة و عمر بلخمار ومحمد الشريف الطريبق وأحمد سيجلماسي وسعيد المزواري ومراد بوسيف ومحمد طاروس وإدريس الإدريسي ومحمد ربيعة .
تناولت بعض التدخلات طبيعة الكتابة السينمائية لدى المبدع داوود وعوالمه التخييلية الخاصة ، ووقف بعضها الآخر على ما يحدد أسلوبه الخاص في الإخراج . ولم يفت بعض المتدخلين طرح أسئلة حول علاقة السينمائي بالتلفزيوني في تجربة داوود الفنية خصوصا وأن افلامه السينمائية لا تلقى رواجا في القاعات السينمائية ، رغم قيمتها الفنية والفكرية ونجاحها في حصد الجوائز في المهرجانات الوطنية والأجنبية والترحيب بها في وسط النقاد والسينفيليين ، وذلك بسبب نخبويتها وانتمائها إلى ما يصطلح على تسميته بسينما المؤلف ، في حين تلقى أفلامه التلفزيونية (الكوميدية بشكل خاص) نجاحا في وسط شرائح واسعة من المشاهدين رغم السرعة في إنجازها وافتقارها إلى العمق والخصوصية الملحوظة في أفلامه السينمائية .
في ردوده على أسئلة المتدخلين المتنوعة تحدث داوود أولاد السيد عن علاقته بأستاذه الراحل المبدع المتعدد المواهب أحمد البوعناني ، الذي تظهر بصمته في بعض أفلامه (خاصة " باي باي سويرتي " و " عود الريح ") ، كما تحدث عن علاقته بالمبدع يوسف فاضل ، الذي كتب سيناريوهات بعض أفلامه ، وحضور بصمته وعوالمه التخييلية فيها . إلا أنه أشار إلى أن أفلامه الأخرى ترتبط بعوالمه الخاصة أكثر من ارتباطها بعوالم البوعناني ويوسف فاضل التخييلية . وفيما يتعلق بأفلام التلفزيون اعتبرها بمثابة أفلام طلب ، يخرجها كتمارين لكي يظل مرتبطا بالمجال خصوصا وأنه لم يخرج فيلما سينمائيا جديدا منذ سنة 2010 بسبب حجب الدعم عن مشاريعه لعدة سنوات .
وفي الختام أكد منشط اللقاء الناقد محمد اشويكة على أن داوود أولاد السيد له عوالمه التخييلية الخاصة به ، وهو يضبط الحديث عنها في أفلامه التي تعكس جوانب من المجتمع الذي عاش فيه ، كما تعكس بعض معاناة المبدع وما عاشه من يتم في طفولته وغير ذلك .
من تطوان : أحمد سيجلماسي