الكسالى الثلاثة تأليف: فرنثيسكو خوسي بريث هيدالجو* ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
كان يا مكان حتى كان، ذات مرة، أب لثلاثة أبناء متكاسلين جدا. بينما مرض أمر بإحضار كاتب عدل ليوصي بوصية:
-سيد يكاتب العدل - قال له - ما أتوفر عليه هو حمار و أريده أن يكون من
نصيب الأكسل من أبنائي.
و بعد زمن غير يسير لفظ الرجل أنفاسه، فنادى كاتب
العدل على الأبناء لأنه رأى أن الزمان كان يمر دون أن يسأله أحد من هؤلاء بخصوص تلك
الوصية، ثم قال لهم:
- تعلمون أن أباكم أوصى بوصية قبل أن تأخذه المنون بقليل. فمالكم بلا فضول
لمعرفة ما خلفه لكم؟
قرأ كاتب العدل الوصية و إثر ذلك فسر لهم:
-الآن أريد أن أعرف من الأكسل من بين ثلاثتكم. و توجه إلى الأخ البكر قائلا
له:
- ابدأ أنت بإععطائي أدلة على كسلك.
- أنا- أجاب الأخ البكر- لا رغبة لي في أن أقول أي شيء.
- تكلم و على الفور إذا كنت لا تريد أن أزج بك في السجن.
- ذات مرة - شرح البكر - دخلت جمرة ملتهبة إلى حذائي و رغم أني كنت أحترق
لم يسمح لي كسلي أن أتحرك، و لحسن الحظ انتبه بعض الأصدقاء و قاموا بإطفائها.
- بالفعل أنت كسول - قال كاتب العدل - كنت لأتركك تحترق كي أرى كم من الوقت
كنت ستتحمل الجمرة داخل الحذاء.
إثر ذلك عاد إلى الأخ الثاني:
-حان دورك، اقصص علينا شيئا.
- هل ستزج بي أيضا في السجن إذا لم أتكلم؟
- يمكن أن تكون مطمئنا.
- ذات مرة وقعت في البحر، و رغم أني أجيد السباحة، سيطر علي كسل ثقيل بحيث
لم أرغب في تحريك ذراعي و لا ساقي. و لحسن الحظ انتشلني قارب صيادين إذ كنت على وشك
الغرق.
- كسول آخر - قال كاتب العدل - كنت لأتركك في الماء حتى تبذل مجهودا ما
لتنقذ نفسك.
و أخيرا، توجه إلى الأصغر من هؤلاء الإخوة الثلاثة:
- حان دورك للتكلم، لنرما الحجج التي تقدم لنا على كسلك؟
- سيدي كاتب العدل، زج بي في السجن و خذ الحمار لأنه ليست لي رغبة في الكلام.
و إذا بالعدل يهتف:
-الحمار من نصيبك أنت، لأنه ما من شك أنكالأكسل من بين الثلاثة.
*كاتب إسباني معروف في مجال أدب الطفل. ألف العديد من القصص و الأشعار
في هذا المضمار. و عنوان هذه القصة الجميلة في الأصل الإسباني هو: "Los
tresperezosos".
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية
- الدار البيضاء - المغرب