إذا كان القارئ يبحث عن كتاب يقدّم له كل ما يريد أن يعرف عن خلايا المتشددين التي فككتها السلطات المغربية خلال السنوات الماضية، فإن «الكتاب الأبيض عن الإرهاب
في المغرب» هو ضالته. إنه، في الحقيقة، «ألف باء» خلايا الجماعات الإسلامية التي تصف نفسها بـ «الجهادية»، بأسماء أفرادها، وأدوارهم، وخططهم، سواء التي أُنجزت أم تلك التي فشلوا في تنفيذها، وارتباطاتهم الخارجية، لا سيما مع جماعات أخرى ناشطة في بؤر التوتر حول العالم، مثل «القاعدة» بفروعها المختلفة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
من المعلومات التي يتضمّنها «الكتاب الأبيض» – الصادر أخيراً عن «الفريق الدولي للدراسات العابرة للأقاليم والأقاليم الصاعدة» الذي تأسس عام 1997 في جامعة طوكيو ويضم باحثين يابانيين من جنسيات مختلفة – يتضح في شكل جلي أن الباحثين لا بد من أن يكونوا قد استعانوا بأرشيف تحقيقات أجهزة الأمن المغربية مع الموقوفين بتهم التورط في نشاطات خلايا متشددة. لكن ذلك لا يقلل من أهمية الكتاب كمرجع لأي متابع لشؤون الجماعات الإسلامية المتشددة في المغرب، نظراً إلى الكمّ الهائل من المعلومات الواردة فيه، وتفاصيل العلاقات بين المتّهمين وخلفياتهم الفكرية وخططهم والجرائم التي ارتكبوها، والأدوات المصادرة منهم، بما في ذلك أنواع الأسلحة التي حصلوا عليها والمتفجرات التي تمكنوا من صنعها، إضافة إلى شرحه ارتباطات الموقوفين بزملائهم الفارين، ما يرسم صورة شاملة للشبكات وامتداداتها داخل المغرب وخارجه.
يتحدث «الكتاب الأبيض» الصادر بالعربية وبلغات أخرى، عن دور الأجهزة المغربية في إحباط سلسلة لا تنتهي من المؤامرات الإرهابية، في داخل المملكة وخارجها، مشيراً إلى معلومات وفرها الجانب المغربي لأجهزة استخبارات غربية مكنتها «من إحباط كثير من المخططات التي كانت في طريقها إلى التنفيذ» بعد صدور الأوامر ممن يسميهم الكتاب «أمراء الدم». وهو، في هذا الإطار، لا يتردد في اعتبار أن «القاعدة» هي «الأم التي تولّد من رحمها كل الشرور، وكلما أُحكم الطوق وضُيّق الخناق على ملاذات التطرف والعنف، سارعت إلى اختراع مراتع تربة أخرى، ما يؤكد الارتباط العضوي بين الإرهاب وغياب الاستقرار وانتفاء سيطرة الدول على حدودها ومجالاتها». ويتناول الكتاب أيضاً ما يصفه بـ «تلاقح الأهداف» بين الجهاديين، إذ يقول: «بعد أن نجح المغرب في صد المخاطر المنبثقة من الداخل، حدث ارتداد عسكي، هو تحويل معسكرات «القاعدة» والتنظيمات التابعة لها إلى خزان لتفريخ «جهاديين» وضعوا بنادقهم ومتفجراتهم والتجارب الميدانية التي اكتسبوها هناك على الكتف الآخر الموجّه ضد المغرب ومصالح دولية في عمق حدوده».
في المغرب» هو ضالته. إنه، في الحقيقة، «ألف باء» خلايا الجماعات الإسلامية التي تصف نفسها بـ «الجهادية»، بأسماء أفرادها، وأدوارهم، وخططهم، سواء التي أُنجزت أم تلك التي فشلوا في تنفيذها، وارتباطاتهم الخارجية، لا سيما مع جماعات أخرى ناشطة في بؤر التوتر حول العالم، مثل «القاعدة» بفروعها المختلفة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
من المعلومات التي يتضمّنها «الكتاب الأبيض» – الصادر أخيراً عن «الفريق الدولي للدراسات العابرة للأقاليم والأقاليم الصاعدة» الذي تأسس عام 1997 في جامعة طوكيو ويضم باحثين يابانيين من جنسيات مختلفة – يتضح في شكل جلي أن الباحثين لا بد من أن يكونوا قد استعانوا بأرشيف تحقيقات أجهزة الأمن المغربية مع الموقوفين بتهم التورط في نشاطات خلايا متشددة. لكن ذلك لا يقلل من أهمية الكتاب كمرجع لأي متابع لشؤون الجماعات الإسلامية المتشددة في المغرب، نظراً إلى الكمّ الهائل من المعلومات الواردة فيه، وتفاصيل العلاقات بين المتّهمين وخلفياتهم الفكرية وخططهم والجرائم التي ارتكبوها، والأدوات المصادرة منهم، بما في ذلك أنواع الأسلحة التي حصلوا عليها والمتفجرات التي تمكنوا من صنعها، إضافة إلى شرحه ارتباطات الموقوفين بزملائهم الفارين، ما يرسم صورة شاملة للشبكات وامتداداتها داخل المغرب وخارجه.
يتحدث «الكتاب الأبيض» الصادر بالعربية وبلغات أخرى، عن دور الأجهزة المغربية في إحباط سلسلة لا تنتهي من المؤامرات الإرهابية، في داخل المملكة وخارجها، مشيراً إلى معلومات وفرها الجانب المغربي لأجهزة استخبارات غربية مكنتها «من إحباط كثير من المخططات التي كانت في طريقها إلى التنفيذ» بعد صدور الأوامر ممن يسميهم الكتاب «أمراء الدم». وهو، في هذا الإطار، لا يتردد في اعتبار أن «القاعدة» هي «الأم التي تولّد من رحمها كل الشرور، وكلما أُحكم الطوق وضُيّق الخناق على ملاذات التطرف والعنف، سارعت إلى اختراع مراتع تربة أخرى، ما يؤكد الارتباط العضوي بين الإرهاب وغياب الاستقرار وانتفاء سيطرة الدول على حدودها ومجالاتها». ويتناول الكتاب أيضاً ما يصفه بـ «تلاقح الأهداف» بين الجهاديين، إذ يقول: «بعد أن نجح المغرب في صد المخاطر المنبثقة من الداخل، حدث ارتداد عسكي، هو تحويل معسكرات «القاعدة» والتنظيمات التابعة لها إلى خزان لتفريخ «جهاديين» وضعوا بنادقهم ومتفجراتهم والتجارب الميدانية التي اكتسبوها هناك على الكتف الآخر الموجّه ضد المغرب ومصالح دولية في عمق حدوده».