ولد محمد بنطلحة عام 1950 في مدينة فاس بالمغرب.
حاصل على ليسانس في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس 1972, ودبلوم
الدراسات المعمقة في
النقد الأدبي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط 1978,
ودكتوراه السلك الثالث من جامعة إكس أن بروفانس بفرنسا 1987.عمل أستاذاً جامعياً ورئيسًا
لقسم اللغة العربية وآدابها بالمدرسة العليا للأساتذة بمراكش.
وهو عضو مؤسس للشبكة الجامعية الأورومتوسطية للشعر,
ولبيت الشعر في المغرب, ولرابطة أدباء المغرب.
حائز على جائزة الأركانة المغربية لسنة 2016
أصدر الدواوين الشعرية التالية نشيد البجع 1989
- غيمة أو حجر 1990 - سدوم 1992. ثمّ ديوانه :بعكس الماء، وقد صدرت المجموعات الشعرية
في كتاب جامع بعنوان "ليتني أعمى"، فضاءات مستقبلية، الدارالبيضاء،2002
قنديلٌ في الرِّيح : محمد بنطلحة
دوننا شسْعُ قارورة
دوننا قنَّبٌ,
وحدوجٌ,
وأديرةٌ.
دوننا حانةٌ ملؤُها الزنج.
يأيهذا الجليس الذي يتصيد
- في حيز لا وجود
له -
علة للوجود!
أفي عروة الزق
سوف تجور بأبصارنا
دمنٌ,
وتلاعٌ?
وفي خطة للتماهي
سنقتص من شدة القيظ
بالحرث في الماء?
أو
بالتسلل
من داخل النص
نحو المنصة?
سيان.
نحن اجترأنا على النون
في غيبة الكاف,
ثم عقرنا زهاء قطيعين
من غُرر الذكريات التي لم تعش
قط
تحت
شناشيل
بيت القصيد
معاً,
كانت الريح
ترفع قصراً من الشمع
بين يدينا
وكنا سنثني من الدهر
أولهُ,
فانثنينا:
أنا
قد
شربتُ
دموع الصحارى
وأنت عجمْتَ قِدَاحي
بألسنة النمل
يا للمداراة!
ما إن بدا سُنبكٌ يشبه النجم
حتى عبدنا رماد البريق الذي
شحذَتْهُ
دموع التماسيح,
ثم ختمْنا
على صلوات الغبار المدجن
باللفّ,
والدورانِ,
وتنويم عقدة ذنب الطريدة
يأيهذا الجليس الذي
حنَّكته
- على مضضٍ -
حيلٌ,
وأباطيلُ!
هل كان شيءٌ
يقارب
- في هامش الطرسِ
-
أطماع قوس العصاة الصناديد?
أو كان
- بين رفات الخطى
-
فهرس يتأبط ذاكرة الرمل?
كانت رؤانا
مرصعة
بعظام القرابين.
والغرف القزحيات كنَّ
سيرفعن
- زلفى إلى كل نقْعٍ
مثارٍ -
سريرين فخمين.
سهلٌ إذن
مثلما هو ممتنع
أن تحُول مناطيدنا
دون سرد التفاصيل:
ضيف أتانا
وضيف يفلّ قِسيَّ رؤانا,
ويحذف
تسعة أعشار هذي القصيدة,
أو تلك,
ثم
يحملق
في سلة المهملات,
ويجلس للشرب
سيان
يأيهذا الجليس الذي لم
يحنكه
بعد
أنين حطام الأباريق!
ها قد بدت حانة ملؤها الزنج
فلنحتمل