لو انه طاوعني لما كنت الان هنا ولما كان هو الاخر
هناك…لكن “راسه قاصح ديال التهراس”..القمل والخنز وسراق الزيت.*.كنت اظن ان القمل قد
انقرض منذ زمن لكنه
مازال متواجدا في هذا المكان الحقير..المرأة المترهلة الجالسة امامي
تفلي راس صديقتها وتصرخ بين الفينة والاخرى: هاهي هااناشديتها …ثم تضع تلك الحشرة الصغيرة
بين الابهامين وتمعسها.
امي كانت هي الاخرى تضع راسي على ركبتها وتحاول
البحث عن تلك الحشرات الصغيرة ..تضع بجانبها قارورة الكاز ومشطة الكرن*استعدادا لشن
غارة على تلك الطفيليات التي تقتات على دمي..احاول التملص ، تمسك ذراعي، أتمرد ..تغريني
:غادي نحكي ليك خرافة هاينة اللي خطفها الغول…استسلم لها .
المرأة الجالسة امامي وجهها اصفر بلون الكبريت لذلك
ينادونها الصفريطة ، تدخل يدها بين نهديها و تخرج علبة صغيرة تفتحها ..اعقاب سجائر
كثيرة..تنتقي واحدا بعناية و تطلب عود ثقاب من امراة ملونة(لا اقول امراة ملونة لسبب
عنصري بل فقط لانها ترتدي ملابس ملونة كثيرة) لا تكف عن الغناء:
البير اللي حفرنا ه ما شربنا ماه
الفتاة تحاول الافلات من قبضة المراة المترهلة ،تصرخ
فيها: راه فيك القمل بزاف خليني نحيدو ليك
حيدي القمل اللي في راسك بعدا
احاول التملص من امي تحكم قبضتها علي وتفتح قاروة
الغاز التي اشترتها من السعيدي بائع الفحم …
اغمض عيني حتى لا يتسرب الغاز اليهما …وتكمل امي:
هاينة كانت زينة وشعرها طويل كيف شعر الخيل و رطب كيف الحرير….قطرات الغاز تتسرب الى
رقبتي ،رائحته نفادة اقفل انفي ،
امي لا احب الغاز ولا احب القمل ولا أحب السعيدي.أبكي.
لا تبكي تقول المرأة المترهلة ،غادي يضربوك بست
اشهر ديال الحبس الى كثروا.
المرأة الصفراء تقترب مني تناولني عقب سيجارة :
خذي ماشي خسارة فيك
لا ادخن. قلت لها وأسندت راسي لركبتي
آخر مرة كتبت له:
لماذا لا تحاول فهم وجهة نظري ؟-
لان ما تقولينه غير منطقي -
: امسكت الكايبورد وكتبت له
من لم يستطع الباءة فليصم -
حاولت الصيام وكلما سألني أحدهم :علاش صايم؟ كاينة
شي عواشر؟ أتذكر فورا جسدي فيزداد الضغط علي -
الزاني و الزانية في نار جهنم -
الله يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به -
ماذا سيحدث حين نقفل علينا في غرفتك؟ -
لست عرافا -
…..
لكن قد اكون نبيا…..سأكون عيساك…ألم يحيي عيسى الاموات؟ -
أنا خائفة -
le message suivant n’a pas pu être remis à tous les
destinataires par ce qu’ils/elles semblent être hors ligne.
اشعر بالاحباط.
رائحة اعقاب السجائر تخنقني ، رائحة الغاز تجعلني
أشعر بدوار ولدي رغبة في القيأ.. تكف أمي عن سكب الكاز و تكمل:
واحد النهار كانت هاينة خارجة مع صحاباتها تجمع
الحطب كانت الشتا خيط من السما و الرعد والبرق يا لطيف
أرتعش.
لازالت تمطر بالخارج أقول له.يضمني اليه أضع رأسي
على صدره العاري.
لن تشعري بالبرد بعد قليل…سأعيد رسم خريطة جسدك
باصابعي -
أبتسم . أهرب الى أقصى الغرفة
تلحق بي أمي تمسكني و تظفر شعري:
هاينة كانت فرحانة جات الشتا من بعد الجفاف تسقي
الارض وتروي البهيمة ..واحد اشوية جات غمامة كحلة ..ما قدراتش تهرب بنت الهم كيف عملو
صحاباتها.الغمامة الكحلة كانت غول خطف هاينة وهرب بها بعيييييييييييد.
الضابط يتعمد الاحتكاك بمؤخرتي
أستري نفسك آلقحبة .هكذا قال و هو يلتهمني بعينيه.
كنت اريد اسكات نداء جسدي أردت ان اقول له
تغطي امي شعري بكيس بلاستيكي لكي يدوخ القمل ويموت..
سأموت أنا وليس القمل -
انت لن تموتي ..انت فاش تكبري غادي تكوني شي حاجة
كبيييييييييييرة ونفرح بيك -
أمي هل ستهرب هاينة من غولها؟
المرأة المترهلة نائمة على الاسفلت .،تتوسد ذراعها
هو يقول لست عرافا
وأمي لم تتم لي الحكاية.
————————
سراق الزيت: الصراصير
مشطة الكرن: مشط مصنوع من قرن الغزال او الخروف
كنا نستعمله في الطفولة
سيرة الراحلة
ولدت مليكه مستظرف في مدينة الدار البيضاء، في كنف أسرة محافظة و أصيلة، و فقيرة.ولدت بالدار البيضاء في20من شهر يونيو سنة 1969، كان الفقر هو القاسم المشترك في كتاباتها أيضا، و هي تتكلم عن الإنسان المقهور بكل المعاني..
لقد عانت هذه الكاتبة من مرض القصور الكلوي لسنوات اذ أنها أصيبت به وهي لم تكمل السابعة عشر من العمر، و نظرا إلى الفقر الذي كانت تعيش فيه، فقد لجأت لصفحات الجرائد طلبا للمساعدة المالية لكي تستطيع تأمين مصاريف الدواء، رغم مرضها و رغم المها .. فلم يحرك أحد ساكنا لمساعدتها و الوقوف الى جانبها .لقد استطاعت هده الكاتبة القوية أن تتعايش مع مرضها و اصرارها على التشبت بالحياة
هذا ما جعلها تكتب و تكتب محاولة التغلب على المرض و نسيانه بعض الشيء …كانت تحلم بغد أفضل .
كانت يتيمة و عزباء و لا معين لها،توفيت مليكه في سن مبكرة ،تاركة وراءها كتاباتها التي سيتذكرها بها زملاؤها و معجبيها،
لم يكتب لمليكه إكمال دراستها الجامعية نتيجة للمرض الذي رافقها طوال عشرين سنة،استطاعت مليكه أن تملأ أوقات فراغها بالقراءة هروبا من المعاناة النفسية.
كتبت مليكه في جميع الأجناس الأدبية،إلى أن وجدت نفسها تحب الكتابة أكثر من أي شيء آخر،كتبت أول رواية لها بعنوان “جراح الجسد و الروح“،ورفضت جميع دور النشر نشر روايتها بدعوى أنها فضح للطابوهات و التصرفات اللاأخلاقية للمجتمع،ولكن تشبتها بنشر روايتها جعلها تدخر مصاريف الأدوية لتطبع روايتها، صدرت روايتها الأولى
في عام 1998م، وبالطبع فقد تراوحت ردود الأفعال بين الرضا والسخط و هناك من اتهمها بضحالة كتاباتها،
مليكه لم تستسلم لما قيل عنها، كتبت عدداً من القصص القصيرة وأصدرتها في مجموعة قصصية اختارت لها اسماً من بين أسماء قصص المجموعة، اسمها ” ترانت سيس” وهي تعني بالفرنسية الرقم 36 وهو جناح للأمراض العقلية في مستشفى الدار البيضاء، لها في هاته المجموعة القصصية قصص رائعة مثل”" مأدبة الدم و”جلباب” و”علبة حليب”.
كما كانت لها كتابات عبر شبكة الانترنيت في العديد من الفضاءات الأدبية،استطاعت هده الكاتبة الشابة و في فترة وجيزة أن تخلق لنفسها جمهورا عشقوا أعمالها و أحبوا،طريقة طرحها لمواضيع تمس حياتهم اليومية.