-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

لا ديمقراطية بلا علمانية : د. مراد وهبة

مقال د. مراد وهبة منع من النشر بجريدة المصري اليوم في شهر نوفمبر الماضي، ويبدو أن الخوف من الأصولية انتاب الجميع، ام هي التقية لا ادري تحديدا !!!!!!!!!!
فلا أعلم سببا محددا يمنع جريدة بمستوي المصري اليوم أن تمتنع عن نشر مقالة ل د. مراد وهبة ؟؟؟؟؟؟؟
ونحن نشكر د. مراد وهبة علي ثقة الغالية بنا وننفرد بنشر مقاله بموقع حركة مصر المدنية
——————————————————
د. مراد وهبة
قرأت حديثا لراشد الغنوشي زعيم حزب “النهضة” التونسي إثر فوز حزبه في أول انتخابات ديمقراطية تجري في تونس، والحديث منشور في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 1/11/2011، “لينك الموضوع”
وقد جاءت فيه عبارات صادمة علي النحو التالي
«نحن لا نحتاج للعلمانية من أجل التسامح والتعددية والديمقراطية، فليست العلمانية والديمقراطية قرينتين لا تنفصلان، فهناك دول علمانية ديكتاتورية مثل الاتحاد السوفيتي، والفاشية كانت علمانية، وبورقيبة (الحبيب) وأتاتورك (كمال) علمانيان ديكتاتوريان، وهناك علمانيات ديمقراطية، وليس هنالك اقتران حتميا بين العلمانية والديمقراطية».
والصادم في ذلك الحديث أن الغنوشي يري أن العلاقة العضوية ليست بين الديمقراطية والعلمانية إنما بين العلمانية والديكتاتورية، ويترتب علي هذا الرأي نتيجة حتمية وهي نفي العلاقة بين العلمانية والديمقراطية.
وأظن أن “منتدى أبن رشد” الذي تأسس في القاهرة في 17/3/2001 هو أول منتدى يتناول العلاقة بين الديمقراطية والعلمانية عندما أرتأي ضرورة تأسيس العلمانية في مصر فقد سلسلة من الندوات كانت أولها ندوة تحت عنوان “الديمقراطية العلمانية” في أول مارس 2006، وكان شعارها “لا ديمقراطية بلا علمانية”، وحديث الغنوشي يجري علي الضد من ذلك الشعار الذي دعا إليه “منتدى ابن رشد” الذي يستلزم إدارة أسئلة ثلاثة علي النحو الأتي:
ما الديمقراطية؟
ما العلمانية؟
وهل العلاقة بينهما بالإيجاب أم بالسلب؟
 نشأت الديمقراطية في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، إذ قال رجل الدولة بركليس “أن نظام اثنيا نظام ديمقراطي” وإثر هزيمة أثينا من اسبرطة قل افلاطون إن الديمقراطية هي سبب هزيمة أثينا لأن الديمقراطي متقلب مع الأهواء، إذ ليس في حياته قاعدة فيتوهم أن خيره في الحرية المسرفة، وعندئذ يقتله هذا الإسراف، ومن بعد أفلاطون توقف استخدام لفظ ديمقراطية لمد ألفي عام، ثم استؤنف استخدامه في القرن السادس عشر بعد الميلاد.
والسؤال إذن:
ماذا حدث في ذلك القرن؟
حدثت ثورة علمية قام بها الفلكي البولندي كوبرنيكس ومفادها أن الشمس لا تدور حول الأرض، إنما الأرض هي التي تدور حول الشمس، وبالتالي لم تعد الأرض مركزا للكون علي نح ما كان يتصور بطليموس، ومن ثم فأن الإنسان لن يكون مركزا للكون، وعندما لا يكون الإنسان مركزا للكون فمعني ذلك أن الإنسان لم يعد في امكانه توهم اقتناص الحقيقة المطلقة. ويترتب علي ذلك أن الإنسان لن يكون في امكانه إصدار أحكام مطلقة، بل نسبية، ومن هنا جاء تعريفي للعلمانية بأنها “التفكير في النسبي بما هو نسبي وليس بما هو مطلق”.
 وإذا توهم الإنسان ذات يوم انه قد اقتنص الحقيقة المطلقة فأنه في هذه الحالة يقال عنه إنه “دوجماطيقي”. ودوجماطيقي لفظ معرب من الفظ اليوناني “دوجماطيقوس” والمقطع الأول من هذا اللفظ هو “دوجما” يعني “المعتقد المطلق” ، الدوجماطيقي إذن هو نقيض العلماني
والسؤال بعد ذلك:
من هو الدوجماطيقي في مجال السياسة؟
إنه الديكتاتور لأنه هو الذي يتوهم أنه وحده المالك للحقيقة المطلقة، وليس أمام الشعب سوي الإذعان له، الديكتاتور إذن ليس في امكانه أن يكون علمانيا، ومن هنا فقد أخطأ راشد الغنوشي رئيس حزب “النهضة” في القول بأن ثمة علاقة حتمية بين العلمانية والديكتاتورية.
وإذا كانت الديمقراطية هي حكم الشعب بالشعب، وإذا كان الشعب متطور ومتغير فإن تفكيره بالضرورة يكون علمانيا، ومن ثم تكون العلاقة حتمية بين الديمقراطية والعلمانية، وليس بين العلمانية والديكتاتورية، ومن هنا يمكن القول بأنه “لا ديمقراطية بلا علمانية”، وأضيف قائلا:
لا ديمقراطية مع الأصولية الدينية لأن هذه الأصولية تتوهم امتلاك الحقيقة المطلقة، وتكفر من يكون علي نقيض هذا الوهم

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا