بعد صراع طويل مع المرض رحل الكاتب الصحفى لويس جريس، صباح ،الإثنين، ، عن عمر ناهز 90 عاما، لتطوي مدرسة صحفية عريقة آخر صفحات عصرها الذهبي، وقد تمثلت تلك المدرسة تحديدا في مجلة “صباح الخير” التي تولى الراحل رئاسة تحريرها في الفترة من 1982 إلى 1989، وكذلك في مجلة “روزاليوسف”، وقد عمل مراسلا للمجلتين الشهيرتين من الأمم المتحدة بين عامي 1971 و1972، وشغل منصب العضو المنتدب لروزاليوسف من 1972 غلى 1980.
ونعت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزير الثقافة وجميع الهيئات والقطاعات بالوزارة الكاتب الصحفى لويس جريس، وقالت ان عالم الصحافة والنقد والأدب والثقافة المصرية والعربية بشكل عام فقد قيمة وقامة كبيرة باعتبار الراحل أحد أهم الكتاب الذين أثروا الحياة الثقافية وتركوا بصمات مؤثرة في ذاكرة وتاريخ الكتابات الصحفية والأدبية والنقدية.
وكتب لويس عوض عددا من القصص القصيرة من أهمها “حب ومال”، “هذا يحدث للناس”، كما قام بترجمة مسرحية “الثمن” للكاتب الأمريكي أرثر ميللر.
وبرغم اعتلال صحته في السنوات الأخيرة إلا أن لويس جريس كان يحرص على الظهور في المنتديات العامة لتشجيع الأجيال الجديدة من المبدعين في مجالات مختلفة، وقد حضر في هذا الإطار العرض المسرحي “سلم نفسك”، وأبدى إعجابه به وبفريق العمل وعلى رأسه المخرج المتميز خالد جلال، ومما قاله في هذا الصدد: “هذا عرض يتسم بالحيوية ووقد شاهدته مرتين وفي كل مرة كنت في منتهى السعادة والمتعة لدرجة أنني وددت ألا ينتهي مطلقاً”.
ودأب لويس جريس طوال مسيرته الصحفية على هذا النهج، ويذكر له تشجيعه الدائم للفنانة الكبيرة سناء جميل حتى من قبل أن يتزوجا في منتصف الستينيات، وقد ظل وفيا لذكراها خصوصا أنه كان بالنسبة لها السند الأهم في الحياة والعمل بعد أن تبرأت منها أسرتها لاشتغالها بالتمثيل، وقد ظل متعلقا بذكريات جمعتهما باعتبارهما ظلا على مدى أربعين عاما أشهر زوجين جمعا بين الوسط الصحفي والوسط الفني، حتى رحل بعد رحيلها بخمسة عشر عاما.