-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

تقرير «الفكر العربي» يحذر من عدم اللحاق بثورة المعرفة

دعا الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسّسة الفكر العربي، إلى التركيز على أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار، لعلاقتها بالتنمية الشاملة والمُستدامة، مشيراً إلى أن ذلك يعد حاجة علمية تقتضيها مفاهيم العصر ومتطلّباته. وقال الأمير خالد الفيصل، إن العصر الحالي قائم على المعرفة، وعلى اقتصاد المعرفة، موضحاً نشوء علاقة عضوية بين عمليّة إنتاج المعرفة واستثمارها من جهة، والنموّ الاقتصادي من جهة أخرى؛ حيث تحتلّ تقنية المعلومات في هذا الإطار موقعاً محورياً ورئيسياً.
ورأى رئيس مؤسّسة الفكر العربي أنّه في الألفيّة الثالثة ومفاهيمها التنموية الجديدة، لم يعُد تحسين نوعيّة الحياة ورفع مستوى المعيشة قائمَين على النموّ الاقتصادي أو مشروطَين به فحسب؛ بل على المعرفة بشكل عام ومصادرها العلمية والتكنولوجية بشكل خاص.
وجاء حديث الأمير خالد الفيصل خلال حفل إطلاق مؤسّسة الفكر العربي التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية، بعنوان «الابتكار أو الاندثار - البحث العلمي العربيّ: واقعه وتحدّياته وآفاقه» أمس في دبي، بحضور نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات.
وقال رئيس مؤسسة الفكر العربي: «إن المجتمع المعرفي هو المجتمع الذي يولّد المعرفة وينشرها ويستثمرها من أجل ازدهار الأوطان ورفاهية مُواطنيها. وبالتالي، لا يجوز بعد اليوم، بحسب ما يُطلعنا التقرير أن تُنفق الدول العربية على التعليم من ناتجها المحلي الإجمالي أكثر مما تنفقه دول نامية كثيرة، في حين تبقى معدّلات النمو الاقتصادي لديها أقل مما هي عليه في غيرها من هذه الدول». واعتبر أنّ «التقرير يُسهم إسهاماً كبيراً في توفير قاعدة من المعارف العلمية، والبيانات المنضبطة، والإحصاءات الدقيقة في المجالات العلمية المختلفة، كخطوة أولى لا غنى عنها لاقتراح التوصيات والرؤى التي تسمح للمخطّط وللباحث ولصانع القرار، كلّ بحسب دوره، برسم السبل الكفيلة بإخراجنا من أزماتنا».
ولفت إلى أن «التقرير يحثّنا على إيلاء عناية خاصّة باستراتيجيات البحوث المستقبليّة والمخصّصات المكرّسة لتمويلها، وكأنّه يدقّ بذلك ناقوس الخطر، فيحذّرنا من تفويت فرصة اللحاق بالثورة المعرفيّة الرابعة؛ لأن الفرصة لا تزال متاحة أمامنا، والقرار يعود إلينا، فإمّا مواجهة التحدّيات المصيريّة من فقر وبطالة، وهجرات، وتوتّرات سياسيّة، واضطرابات مجتمعيّة، مستعينين بمنظومة كاملة ومتكاملة تبدأ بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار، وصولاً إلى التنمية الشاملة والمُستدامة، وإما نبقى أسرى تبعيّة تكون الثقافة العلمية فيها ضحيّة تقاعسنا».
وتابع: «تقدّم مؤسّسة الفكر العربي للعام العاشر على التوالي تقريرها العربي للتنمية الثقافية، فيما يشهدُ الوطن العربي مزيداً من الحروب والنزاعات والخلافات السياسية، وما ينتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية، تتزامن مع مشكلات بيئيّة، كالتصحّر وتراجع المساحات وندرة المياه وتلوّثها».
من جهتها أكدت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، على الدور المحوري الذي تقوم به مؤسّسة الفكر العربي في تطوير وتشجيع العمل الثقافي المشترك في الدول العربية، وإصدارها هذا التقرير السنوي الذي يرصد بالبحث والتحليل واقع التنمية الثقافية في 22 دولة عربية، ويتطرّق إلى إشكالات مسيرة التنمية.
ورأت أنّ التقرير يستمدّ أهمّيته من القضايا العلمية المتنوّعة التي يتطرّق لها، بما يعطيه طابعاً شمولياً ريادياً يسدّ نقصاً في المكتبة العربية، حيث اعتمد على منهجيات متعدّدة جمعت بين تشخيص الواقع بصورة دقيقة من خلال عرض المعطيات والأرقام والإحصاءات، وبين استشراف المستقبل عبر تقديم مجموعة من التوصيات والاقتراحات.
وأكدت أن «البحث العلمي في الدول العربية دون مستوى الطموحات، ودون مستوى الموارد التي تزخر بها هذه الدول، والناظر للواقع يجد الفجوة الكبيرة بين البحث العلمي العربي ونظيره العالمي».
وركّزت في كلمتها على دور المعرفة التي أصبحت مورداً استراتيجياً في الحياة الاقتصادية، فهي الثروة التي لا تنضب، بل يزداد حجمها يوماً بعد آخر. ورأت أنّ «الابتكار الثقافي والفنّي نشاط ضروري لتشكيل مجتمع المعرفة وبناء الصناعات الإبداعية والثقافية التي تقوم على الإنتاج الثقافي والفكري، وهو جزء مما يتناوله التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية الذي يقدّم تشخيصاً دقيقاً لأنشطة البحث العلمي والتطوّر التكنولوجي والابتكار في الدول العربية».
ودعت الكعبي في كلمتها إلى أن يكون هذا التقرير خطوة مهمّة على طريق تعزيز التنمية الثقافية في البلاد العربية، من خلال تعميق الفهم والإدراك بأهمّية التحوّلات الدولية في البحث والتطوير والابتكار، وخلق أنماط جديدة من التكامل بين المراكز البحثية والعربية والعالمية.
من جانبه، أشار البروفسور هنري العَويط، مدير عامّ مؤسّسة الفكر العربي، في كلمته، إلى ثلاث نقاط تتعلّق بالتقرير، وخصائِصِه وسِماته، وأبرز استنتاجاتِه وتوصياته. وأوضح أنّ دواعي تخصيص هذا التقرير للبحث العلمي وأنشطة التكنولوجيا والابتكار في الدول العربية، مُرتبطة بصورة أساسيّة بما حفلت به في السنوات القليلة الماضية أنشطة البحث العلمي والابتكار من تطوّرات عميقة واكتشافات مذهلة على الصعيد العالمي، ومن جهة ثانية، بافتقار المكتبة العربية إلى تقرير متكامل يعرِضُ واقعَها الحالي في وطننا العربي، ويُبرز تحدّياتِها، ويستشرف آفاقَها ومآلاتِها.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا