-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

المترجم المغربي عمر بوحاشي: تعدد الترجمات يغني العمل الأدبي

طنجة ـ «القدس العربي» ـ النجمي عبد الخالق: حوار مع المترجم المغربي عمر بوحاشي المختص في الترجمة الأدبية من الإسبانية إلى العربية، وخصوصا أعمال الكاتب الإسباني
بينيتوبيريث غالدوس، حيث يعد عمر بوحاشي المولود في مدينة سبتة، أحد أبرز المترجمين المغاربة المعاصرين، ليس فقط بحكم جودة ترجماته، ولكن كذلك للسمعة الطيبة التي يحظى بها في المغرب والمشرق وإسبانيا، وبفضل ترجماته الرزينة، التي نال عنها سنة 2014 الجائزة الوطنية للترجمة في المغرب مناصفة. وقد شارك المترجم عمر بوحاشي في عدة لقاءات وندوات حول الآداب والترجمة في المغرب وإسبانيا. وترجم ونشر العديد من المقالات الأدبية والسياسية في مختلف الصحف المغربية، كما ترجم ثلاث مسرحيات، الأولى للكاتب الإسباني خوان مايورغا بعنوان «هملبخ». والثانية للمسرحي الإسباني بايي أنكلان «أضواء البوهيمية»، والثالثة لبينيتوبيريث غالدوس «ألثيستي»، بالإضافة إلى أربع روايات للكاتب نفسه، ورواية أخرى للكاتب الإسباني بيثينتي بلاسكو إيبانييث بعنوان «الكوخ».
■ ماهي قصتك مع عالم الترجمة؟
□ البداية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث كنت أستاذا في الرباط، وكنت أتردد على خزانة المركز الثقافي الإسباني، معهد ثربانتيس حاليا، وكنت كلما أعجبني مقال نقلته إلى العربية، وهكذا قمت بترجمة عدة مقالات أدبية وسياسية، نشر بعضها في الصحف وبعضها لم ينشر. ثم التحقت بمدينة طنجة للتدريس في البعثة الإسبانية، وهناك تابعت ترجمتي لبعض المقالات التي كانت تستهويني، ولم أقم بترجمة عمل كامل إلا بعد أن أشرفت على التقاعد.
■ لماذا تخصصت في ترجمة أعمال الكاتب الإسباني بينيتوبيريث غالدوس دون كتاب آخرين؟
□ كان أول عمل كامل قمت بترجمته هو رواية «ماريانيلا» للكاتب الإسباني بينيتوبيريث غالدوس، الذي بدأت معرفتي به مبكرا، حين كنت أدرس في المرحلة الثانوية، من خلال بعض النصوص التي درسناها على يد أستاذ إسباني، ومن خلال ما قرأت عنه في بعض المجلات الأدبية، غير أنه لم يتسن لي أن أقرأ له عملا كاملا حتى حل صيف 2005، حيث كنت أقضي بعض أيام عطلة الصيف في إحدى المدن الشاطئية في جنوب إسبانيا، وذات يوم مررت بإحدى المكتبات، فلفت نظري على واجهتها الزجاجية رواية «ماريانيلا» لبينيتوبيريث غالدوس، قلت في نفسي هذه فرصة لأقرأ عملا كاملا لهذا الكاتب. اقتنيت الرواية وقرأتها، أعجبتني وأعدت قراءتها بعد عودتي من العطلة ثم وضعتها مع كتبي ونسيتها، وبعد ثلاث سنوات تذكرتها، أخرجتها وأعدت قراءتها، وهنا جاءت فكرة ترجمتها إلى العربية. هكذا بدأت أترجم لهذا الكاتب، لكنني لم أترجم له وحده، فقد ترجمت أيضا لبايي أنكلان مسرحية «أضواء البوهيمية» ولبيثينت يبلاسكوإيبانييث رواية «الكوخ».
■ كيف تقيم الترجمات الأدبية من الإسبانية إلى العربية المنجزة من مترجمين مغاربة؟
□ هناك جماعة من المترجمين المغاربة الذين يقومون بنقل الأعــــمال الإسبانية المهمة إلى اللغة العربية، وهو عمل جلــيل ومهم يخدم الثقافتين الإسبانية والعربــــية، كما يخدم القارئ العربي الذي لا يعرف لغة ثربانتيس، حيث ييسر له الاطلاع على أعمال مهمة، لذا يجــب التنويه بهؤلاء المترجمين وتشجيعهم على مواصلة عملهم.
■ على الرغم من القرب الجغرافي والعلاقات التاريخية بين المغرب وإسبانيا، تبقى الترجمات التي قام بها المشارقة، خصوصا صالح علماني الأهم والأفضل؟
□ كان للمشارقة دائما السبق في ميدان الأدب والثقافة بصفة عامة، ولم يكن ميدان الترجمة استثناء، فقد سبقونا إليه أيضا، لكن المغاربة في العقود الأخيرة وجهوا اهتمامهم نحو الترجمة، وبرزت جماعة من المترجمين الذين نافسوا المشارقة، بل تفوقوا عليهم أحيانا.
■ توجه انتقادات شديدة اللهجة من مهتمين ومختصين وباحثين إسبان في الترجمة عن الإسبانية إلى العربية لبعض المترجمين المغاربة، بسبب ضعف الترجمة، وهناك من يتهمهم بالقيام ببعض الترجمات المنجزة منذ سنوات من طرف المشارقة، ويعيدون نقل هذه الأعمال حرفيا، وهو ما يعتبر خرقا واضحا وفاضحا لحقوق الملكية الفكرية. ما هو رأيك في الموضوع؟
□ تعدد الترجمات مهم، لأنه يغني العمل المترجَم، فالعمل المترجَم من قبل مترجمين مختلفين، سيكون لا شك أفضل من العمل المترجَم من قبل مترجم واحد، شريطة أن تكون الترجمتان تعتمدان على جهد المترجمين واجتهادهما، لا على النقل عن بعضهما.
■ لا تعتمد على الترجمة الحرفية، وإنما عن ترجمة المعنى بأسلوب سلس وواضح؟ ما السر في ذلك؟
□ الترجمة الحرفية في نظري لا تفي بالمعنى، بل على العكس تشوهه، لذا يجب على المترجم أن يبتعد عنها، وأن ينقل لنا المعنى بأسلوب يتحرى فيه السلاسة والسهولة وسلامة العبارة.
■ ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك وأنت تترجم أعمال بينتوبيريث غالدوس، خصوصا «عيطة تطاون»؟
ـ ترجمة أعمال غالدوس ليست بالأمر الهين، لأنه كلاسيكي حديث من الكتاب الكلاسيكيين الإسبان، الذين يتميز أسلوبهم بالرصانة، وأحيانا يتسم بالغموض. أما «عيطة تطاون» فهي رواية صعبة، ذلك أن الكاتب نفسه عانى كثيرا في كتابتها حسب تصريح له قال فيه: «إن كتاب عيطة تطاون هو أصعب وأتعب كتاب كتبته في حياتي» وترجمتها لا تخلو من بعض الصعوبات التي يتصف بها أسلوب غالدوس، بالإضافة إلى أنها مشبعة بالثقافة الإسلامية والمغربية، إذ تتضمن حوالي عشر آيات قرآنية، وكثيرا من الأسماء المغربية، أسماء الأشخاص والأماكن، كما تتضمن أيضا بعضا من مظاهر الثقافة العبرية.
■ نعلم أنك قمت بترجمة «أضواء البوهيمية» للكاتب المسرحي الإسباني بايي أنكلان. هل هناك فرق بين ترجمة عمل نثري وآخر مسرحي؟
□ قد يوجد الفرق في ترجمة عمل نثري وعمل شعري، أما في ما يرجع إلى الرواية والمسرح فليس هناك فرق في ترجمتهما لأن كليهما نص نثري.
■ ماذا شكل لك الفوز بالجائزة الوطنية للترجمة سنة 2014؟
□ الفوز بالجائزة الوطنية للترجمة سنة 2014 حفزني على المضي في العمل، وأعطاني شحنة معنوية أصبحت أحس معها بأنني أسير على الطريق الصحيح، وهو ما جعلني أواصل العمل بمثابرة وحماس كبيرين.
■ ما ذا تقول للمترجمين العرب الشباب؟
□ أنصح المترجمين الشباب قبل الإقدام على ترجمة أي عمل، أن يحسنوا اختيار الكاتب والكتاب، لأن حسن الاختيار سيجنبهم صعوبات هم في غنى عنها، بعد عملية الاختيار تأتي عملية القراءة والفهم وما يحيط بهما من محاولة التغلغل في دواخل النص وإدراك خفاياه والإحاطة بكل جوانبه، وهي عملية ضرورية ومهمة تسهل على المترجم عمله، وتساعده على تلافي صعوبات كثيرة، ثم تبدأ عملية الترجمة التي تتطلب من المترجم، بالإضافة إلى إتقانه للغتين، إحاطته الشاملة بثقافة اللغة المنقول منها وبالاستعمالات المختلفة لتعابيرها حتى يتمكن من توظيفها توظيفا سليما في سياقها المطلوب.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا