-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

فصل المقال فيما تركه الرجال : بقلم / هناء السعيد.

عن ذلك الهاجس ، ماذا أفعل تجاه ميراث أجدادي ، ما أنتجوه وما فكروا فيه ، ما عاصروه وعاشوه وقضوا برأيهم نحوه ؟؟
وجدت كلام أحسبه سوي ، أحسبه أقرب للصواب حتي أرى خلافه ، هو رأي العالم ابن رشد في (فصل المقال) .. حيث ذهب في ذلك إلي ضرورة " النظر" فيما تركوه ، لكن النظر ليس مجرد بصر ومطالعة ، ليس مجرد حفظ ونقل وترجمة ، انما هو " تعقل " ، تساؤل تدبر فيما تركوه ، هل ما ورثناه يصلح لأن يجيب عن تساؤلاتنا الآن ؟ هل يصلح لأن يكون مقدمة تعيننا في الوصول لنتيجة في مشكلة حالية ؟ أم هي المحبة ، أم هو التعصب ليس إلا ، أم هو التوقير في غير محله ، أم هو التقليد الأعمى ، أم هو الاستسهال ، أم هو معاملة التراث كاسطورة لا تعرف سوي أبطال وليس فيها مكان لشيطان رچيم ؟!!! "التراث" هو مخلفات من سبقونا في كل شيء، صنعة أو علم أو فقه ، ونحن هنا بصدد ما ورثناه كفقه وفهم للدين ، فهو "بالتعقل" ما بين ما يوافق الحق المتمثل في ( قرآن ، رواية صحت عن المعصوم ، العقل ) ، فهذا نقبله ونستند إليه ونرحب به ونشكرهم عليه ، وهناك ما خالف الحق ، فهذا وبكل حسم نحذر منه وننبه عليه.. ونعذرهم. ( نعذرهم ) ، فهذا حق مكفول لكل مجتهد إن أخطأ ولم يكن يعرف عنه هوي أو زيغ أو ضلالة أو عيب نفس رأي من خلاله كل شيء ، حتي دينه أو ديننا جميعا بمعني أدق ً. علينا أن نعي مسألة ، وهي أننا لسنا مطالبون بأن نكون نماذج تحاكي السلف، لكن ما نحن مطالبون به ولا فرار منه هو أن يكون لدينا نفس حرص عدولهم وعقلاءهم علي التصدي لفهم مشكلات عصرهم ، نحن ملزمون أمام الله بذلك ، كل عصر ملزم بما فيه ، كل جيل طائره في عنقه. وعن فوبيا تعلم ما يحصن العقل وما يقوي مناعته من كل ريح ، قد كان هناك تحرج في عصر ابن رشد من تعلم الحكمة " الفلسفة " ، بحجة ان قوم تعلموها وضلوا !!! استنكر ذلك ابن رشد ، وشبهه بمن يمنع الناس من الماء لأن قوماً شربوا فشرقوا ، الأصل في الماء الري ، الشرق عارض ، الأصل في الفلسفة الهداية والضلال عارض. وكم من عالم زمانه ، زاهد صومعته ، كان زهده وعلمه مطية لقلة ورعه فيما بينه وبين ربه ، وحيث لا يعين تقدسه تراه ولا اذن تعبده تسمعه . وهذا منسحب علي كل علم يفيد البشر ويجدد حياتهم ، وكل صوت ينادي بنهوض المجتمع ، لا تصموا آذانكم عنه ولا تستغشوا ثيابكم إذا رأيتم أصحابه ، لا تخشوا سوي فوات الحقيقة ، ولا يرهبكم سوي البقاء علي باطل. وأخيراً.. انحدارنا من ءاباءنا ليس كانحدار النسخ من مطابعها ، بل هو انحدار من أحياء مارسوا الحياة وشعروا بها وانفعلوا علي طريقتهم ، إلى احياء لهم نفس الحق في ممارسة الحياة والشعور بها والانفعال علي طريقتهم، مهما اختلفت ومهما تمردت ومهما بعدت.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا