خصصت المجلة الفصلية الفرنسية (الفرنكوفونية الدولية)، عددها الأخير الصادر أخيرا بمدينة ليتشي الإيطالية لتخليد ذكرى الكاتب المغربي الراحل محمد خير الدين.
وساهم العديد من الكتاب والباحثين المغاربة والأجانب في هذا العدد، بمن فيهم مصطفى النيسابوري وبرناديت ري ميموسو رويز وفؤاد العروي وعبد الله بيضا.
وفي تقديم هذا المؤلف، صوّب سلطاني برنوصي نظرة نحو “الطابع الثوري لخير الدين الذي حال دون تقييده؛ لأنه، وعلى غرار جون بول سارتر، كان متبصرا بشأن مشاكل عصره ومضطلعا بدوره الفكري”.
وأوضح أن مؤلف خير الدين، الذي استلزم جهدا مكثفا، “هو بمثابة صرخة في وجه العنف؛ لأنه كاتب يقاوم الحظر. ومقاومة الحظر هو طريقة مثلى للتعامل مع جميع أشكال التسلط، وكذا الاستجابة لحالة تتسم بالعجز في ما يتصل بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية”.
من جانبه، وعلاقة بميدان الأدب، أشار الباحث محمد البوعزوزي، الذي ركزت مساهمته على العلاقة بين الذاكرة والكتابة، إلى أن كتاباته تتجاوز النظام المعياري للغة لترتاد في عوالم أخرى؛ بينما يعتقد الكاتب السيناريست عبد الرحيم كمال أنه يوجد لدى خير الدين “فائض وعدم استقرار ودافع يخلق ظواهر اضطراب في الخطاب”.
وقال عثمان بيساني إن خير الدين “عمل على ميلاد عمل أدبي أكثر عنفا، والذي نجح في تخويف قرائه وتسليط الضوء على المناطق المظلمة من وجودهم، كما يدافع عن الأمازيغية دون الوقوع في الشوفينية الثقافية”.