-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

صدور رواية "قتلت أبي" للكاتبة الجزائرية صورية سلماني

تتطرق رواية "قتلت أبي" الصادرة حديثا، للكاتبة الجزائرية صورية سلماني، إلى التناقضات التي تشوب المجتمعات الشرقية، والصراع المستمر بين الأجيال في ظل اختلاف الرؤى والقناعات، في عالم تتسارع فيه الأحداث، بواقعية تذكرنا بأدب الالتزام.

وتتصدى الرواية لجملة من السلبيات؛ أبرزها تفشي العنصرية، والعنف، والاضطهاد، والحرمان، في محاولة لترميم واقع متصدع، علها تزرع قيمة تستند إلى التسامح وتقبل الآخر.
وتدور أحداث الرواية في الريف الجزائري، حاملة هواجس فتاة في مقتبل العمر، ومعاناتها من اضطهاد أسرتها، بحجة الحفاظ على شرف العائلة.
ومع تتالي الأحداث، يبرز إلى الواجهة شاب غريب يفد إلى القرية، ويصب غيظه على بطلة الرواية، دون ذنب منها، سوى أنها تحمل اسما يذكره بالذين لا يحترمون عرقه الأمازيغي.
وأمام هذا الواقع، تدخل الكاتبة في الأعماق النفسية لشخصيات أبطالها، متطرقة إلى نشأتهم الأولى، مع التركيز على التطور الدرامي للشخصيات، وتقلباتهم، لنشهد تحول العنصرية والبغض، إلى رأفة ولين.
وتقول الكاتبة على لسان بطلة روايتها: "قد تكون هذه المرة الأولى التي أكتب مخططا لعطلة. المرة الأولى؟ لا، لكنها أولى المرات التي سأعترف فيها بكل شيء. سأجري في تلك الطرقات العارية عن ثوبها الأخضر المعتاد، بعدما تخلت عن حيائها لتهديها السماء ثوبا ككل عام تسترها به، باحثة عن بيتنا. بيتنا غير الموجود أصلا، لأن الذئب ابتلعه وأنا في غابة الأحلام أصنع له زهورا أزينه بها".
وتضيف بلسان الراوي العليم: "ما بها الطرق لا تنتهي؟ ما بها خالية! لا يُسمَع سوى عراك أنفاسها مع الرياح يهوي في أذنها بقوة. كأنها لم تجر قط، ولم تلتهم قدماها كل تلك المسافات، ابتلع الظلام تلك المباني، فلا تسمع غير نحيبها، تترقبها الأضواء وقد خار نورها. تشهق، تلهث، يمزق صوت الأنفاس، صدرها النحيف، كخنجر حاد انقض على سارقة. ما الذي يحدث وسط تلك الظلمة؟ من الذي أوقفها؟ هدوء؛ هدوء قاتل أرعب ما حولها. تلهث، وتلهث".
ومن خلال التحليل المنطقي للدوافع، تكشف الكاتبة عن الطباع المكتسبة لشخصياتها، لتخلص إلى نتيجة مفادها، أن الشر والتعصب، يتناقضان والفطرة السليمة، وما هي إلا أقنعة نداري بها مكرهين ضعف جنسنا البشري.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا