يمكن اعتبار الفيلم التلفزيوني "البليزة" (2020) من الإنتاجات الرمضانية الجديدة القليلة جدا، التي تحترم ذكاء المتلقي وتمتعه بصريا (إدارة التصوير من توقيع المتميز فاضل اشويكة)،
وهذا ليس غريبا على المخرج والممثل حميد باسكيط الذي عودنا في أعماله السينمائية والتلفزيونية السابقة على احترام مبدأ الاختصاص والعمل مع فريق فني وتقني متمكن من أدواته بالشكل المطلوب.
وهذا ليس غريبا على المخرج والممثل حميد باسكيط الذي عودنا في أعماله السينمائية والتلفزيونية السابقة على احترام مبدأ الاختصاص والعمل مع فريق فني وتقني متمكن من أدواته بالشكل المطلوب.
فالبطلة جليلة التلمسي كانت جد مقنعة، وكذلك أحمد يرزيز بطل الفيلم.. باقي الممثلين والممثلات كانوا في المستوى المطلوب.. وهذا يعني أن اختيارهم وإدارتهم من طرف المخرج كانا جيدين.. زد على ذلك أن الفيلم اعتمد بالأساس على فضاءات خارجية مكنت المشاهد من اكتشاف بعض معالم الدار البيضاء العمرانية والوقوف على معاناة شرائح اجتماعية مع وسائل النقل المختلفة.
لم يخل هذا الفيلم من مسحة كوميدية غير مبالغ فيها في تتبعه لبعض المواقف التي يتعرض لها بطل الفيلم، وهو شاب قادم من العالم القروي للإشتغال في المدينة الغول: الدار البيضاء، ولم يخل كذلك من الكشف عن بعض مظاهر الزيف والكذب في العلاقات بين الناس، وبشكل خاص بين البطل والبطلة.
"البليزة" فيلم تلفزيوني محترم شكلا ومضمونا، عكس أفلام أخرى غير مقنعة على مستويات عدة من بينها فيلم "الكونجي" (2019) لنوفل البراوي، الذي أساء بخوائه للممثلين الكبار المشاركين فيه ومن بينهم فاطمة عاطف وحسن بديدة، وذلك بسبب ثرثرته الفارغة وأحداثه ومواقفه المفتعلة. أما فيلم "فيفتي- فيفتي" (2020) لعلي الطاهري فهو قمة في التهريج والخواء مع جوقة فركوس المراكشية والمشتغلين بشكل شبه دائم معه.
تجدر الإشارة إلى أن ثلة من الممثلين والممثلات شاركوا في فيلم "البليزة"، إلى جانب أحمد يرزيز وجليلة التلمسي، هم تباعا: محسن مالزي، فاطمة ابن ابراهيم، سعيدة باعدي، رفيق بوبكر، محمد كافي، نعيمة بوحمالة، حميد نجاح، حسن فولان، محمد نعيمان، عائشة الصافي، عمر أبو أمل، الصديق مكوار، عبد الحق صالح، جلال بوفطايم، فاطمة الزهراء أبرباش، صوت زهور السليماني (الأم)...
أحمد سيجلماسي.