استأنف مشروع "مرحبا باللاجئين" العمل مجددا بعد انتهاء فترة الحجر الصحي الخاصة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ورفع حالة العزل في إيطاليا، ويتيح
هذا المشروع للأسر الإيطالية استضافة لاجئين في منازلها، مع احترام كافة الإجراءات الاحترازية، وتقدمت بالفعل 80 أسرة بطلبات للمشاركة في البرنامج، ويجري حاليا تقييم طلباتها.
لم توقف جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) التضامن في إيطاليا، حيث استؤنف حاليا، وبعد انتهاء فترة الإغلاق، برنامج "مرحبا باللاجئين"، الذي يوفر الفرصة للأسر لاستضافة اللاجئين في منازلها، وتقدمت 80 أسرة من كافة أنحاء إيطاليا للانضمام للبرنامج، ويجري حاليا تقييم مشاركاتها.
تقييم طلبات الاستضافة
وكانت عملية التقييم قد بدأت قبل أسابيع قليلة، حيث يتم بحث مدى تطابق الأسر التي تقدمت بطلبات الاستضافة مع اللاجئين الباحثين عن منازل.
وقالت "فابيانا موزيتشو"، رئيسة برنامج "مرحبا باللاجئين" في إيطاليا، إن "الخطر الذي يواجه اللاجئين هو أن يجدوا أنفسهم مرة أخرى في وضع يتم فيه تهميشهم، الأمر الذي قد يضر بالتقدم الذي حققوه من قبل للاندماج في بلادنا، وقبل كل شيء يمكن أن يعرض صحتهم للخطر".
وأضافت أنه "لهذا السبب، تم استئناف البرنامج للبحث عن أسر خلال شهر أيار/مايو الماضي، لمعرفة ما إذا كانت هناك عائلات ترغب في استضافة اللاجئين بمجرد رفع الحظر الصحي، مع احترام كافة الإجراءات الضرورية".
وجاءت تعليقات موزيتشو قبيل حلول اليوم العالمي للاجئين 20 حزيران/يونيو الجاري، وبدأت عدة أسر بالفعل في استضافة اللاجئين.
ونشر برنامج "مرحبا باللاجئين" عبر موقعه على تويتر، فيديو لشابين لاجئين هما نابي وفريد، الذين تستضيفهما فعلاً عائلة إيطالية، ويبرز هذا الفيديو تجربتهما خلال فترة الحجر الصحي.
قصص استضافة
كما نشرت المنظمة الإنسانية شريطا مصورا آخر على موقعها عبر تويتر، لتسليط الضوء على المواطنة الإيطالية لوتشيانا، المحاربة المتقاعدة، التي تستضيف اللاجئ الغامبي الشاب عبد العزيز.
وتبلغ لوشيانا 90 عاما، وهي من المحاربين القدماء، بينما يبلغ عبد العزيز 22 عاما، وهو لاجئ من غامبيا، وقالت لوتشيانا "أستضيف عبد العزيز في منزلي منذ نهاية أيار/مايو الماضي، فقد جعلتني فترة الحجر الصحي أدرك بشكل أكبر أهمية أن يكون للمرء منزل، ليس مجرد مساحة مادية فقط، لكن أيضا كمساحة عاطفية".
وتابعت "لم أكن خائفة من التجربة، فقد تعودت أن أكون مع الشباب، لأني ولأكثر من عشرين عاما كنت أذهب إلى المدرسة لأحكي عن تجربتي كمحاربة قديمة، وآمل أن يشعر عبد العزيز في هذا المنزل بالحرية، كما أشعر أنا بها".
بينما قال عبد العزيز، "لقد كنت أشعر بشيء من الخوف في البداية، لأني اعتقدت أنه لن يكون من السهل العيش مع إيطاليين، لكن فيما بعد التقيت بلوتشيانا، وعرفت أننا سننسجم معا".
وتوجد قصص أخرى للترحيب في مولا دي باري، حيث تعيش آدا وبرايس معا منذ عدة أيام، وتقوم آدا بتعليم اللغة الإيطالية في المدرسة المتوسطة، وتستضيف اللاجئ الكاميروني برايس (28 عاما)، الذي يعيش في إيطاليا منذ عام 2017.
وقال برايس، "أعمل خياطا لكن هوايتي تصفيف الشعر، وكنت أملك في موطني استديو تصميم خاص بي"، ومنذ أن جاء اللاجئ الكاميروني إلى إيطاليا زاول حرفا كثيرة من اختصاصات مختلفة، حيث عمل في كل مكان أتيح له، وفي الوقت نفسه تابع دورات تدريبية في الخياطة، وفي البستنة أيضا.
في حين قالت آدا، "لقد أدركت أنه قد حان الوقت للتوقف عن الغضب، بسبب الأخبار التي كنت أقرأها في الصحف، وقررت أن أفعل شيئا ملموسا، واعتقدت أني سأكون قادرة على استضافة شخص ما، وأدت الجائحة إلى تعزيز هذه الفكرة عندي، وجعلتني أفهم أنه من المهم أن نساعد بعضنا البعض".
وإلى جانب هذه القصص، توجد قصة أورييتا التي تستضيف لاجئا من أرمينيا، كان قد وصل إلى إيطاليا عبر الممرات الإنسانية، وقصة لورينا (38 عاما) من روما، والتي من المقرر أن تلتقي مع المهندسة السورية يمن، لاستضافتها في منزلها.