منذ البداية يفيدنا سارتر في هذا الكتاب ان الكتابة والقراءة”انما هما وجها فعل تاريخي واحد. أما الحرية التي يدعونا اليها الكاتب، فهي ليست مجرد وعي مجرد بحرية
الكينونة أو بكون المرء حراً. الحرية، بالمعنى الحرفي للكلمة، ليست كينونة، بل هي أمر نمتلكه في موقف تاريخي معين: ان كل كتاب يقترح علينا تحرراً ملموساً انطلاقاً من اغتراب خاص.
جان بول سارتر من أعلام الأدب والفلسفة فى القن العشرين، ولا يقتصر تاثيره على ما نادى به من مذهب الوجودية أو الالتزام، بل يتعداه إلى ما كتبه من أدب ذى طابع خاص أثر فى الاجيال التالية، ومايزال يؤثر فى تفكيرنا النقدى سواء كنا نقبله أو نرفضه، والكتاب الذى نقدمه اليوم بعنوان ما الأدب؟ يتضمن ثلاثة فصول من الأربعة التى ترجمها الدكتور محمد غنيمى هلال- رحمه الله- فى مطلع الستينيات ونشره بالعنوان نفسه، وقد حرصنا على تقديم النص كاملاً، شاملاً لتعليقات المترجم وحواشيه وملاحظاته، وسوف يدهش القارئ حين يطلع على الجهد الجبار الذى بذله الدكتور هلال فى الترجمة والتعليق، فالكتاب ذخير لاغنى عنها، حين دون حواش فما بالك به مذيلاً بالهوامس الشارحة المفسرة، وممهدا له فى كل فصل بالنقاط المهمة المرتبة ترتيباً رائعاً؟ إن كتاب ما الأدب من أمهات الكتب التى لاغنى لكل طامح فى العمل بالنقد أو بالآدب من درسه والرجوع إليه.