كثيرا ما تناولت وسائل الاعلام مشاكل اكتظاظ مخيمات اللاجئين في الجزر اليونانية ليسبوس وساموس وخيوس، لكن لم يتم تسليط الضوء بشكل كاف على أوضاع المهاجرين القاطنين في مخيمات جزر يونانية أخرى مثل كوس وليروس. منظمة حقوق اللاجئين في أوروبا "RRE" كشفت عن الأوضاع التي يواجهها اللاجئون هناك في تقرير بعنوان "الجزر المخفية"، وذلك للدلالة على تجاهل الحديث عن أوضاع مخيمات اللاجئين هناك.
الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون في جزيرتي كوس وليروس اليونانيتين، والتي سلط تقرير منظمة حقوق اللاجئين في أوروبا "RRE" الضوء عليهما، أكدتها كذلك شهادات لاجئين تواصلوا مع موقع مهاجر نيوز، وكتبوا عن تجاربهم المعيشية هناك.
أحد اللاجئين الذين تواصلوا مع موقع مهاجر نيوز عبر فيسبوك كتب مؤخرا إلينا قائلا إنه يعيش "في مخيم مغلق في اليونان. الوضع سيء للغاية". اللاجئ طالب وسائل الإعلام بالاهتمام بشكل أكبر بالظروف الصعبة التي يواجهها اللاجئون هناك وأوضح أن "كثيرا من الناس سيصيبهم الجنون بسبب سجنهم في هذه المخيمات المغلقة دون أي أفق واضح لمصيرهم". وتابع "لا توجد حقوق إنسان ولا حتى حقوق للسجناء هنا". وقال الرجل إنه متواجد في معسكر بيلي بجزيرة كوس "منذ أكثر من ثلاث سنوات".
وزعمت الرسالة الموجهة لمهاجر نيوز وجود "اضطهاد غير ظاهر" في المخيم وأن الهواتف المزودة بكاميرات ممنوعة "حتى لا يتم الكشف عن طبيعة الظروف هناك". وقال اللاجئ إن كاميرا هاتفه "كسرت قبل دخول المخيم". واتهم مسؤولي المخيم بكسر الهاتف، مؤكدا أنه لم يتسن لأي من سكان المخيم مقابلة أي من المحامين الذين وعدوا بتوفيرهم لهم، وقال إن المسؤولين أخذوا منهم أموالاً لتصريف أمورهم بشكل سري، حسب زعمه.
قصة مماثلة يرويها متابع آخر لصفحة مهاجر نيوز عبر فيسبوك حيث قال إنه وصل جزيرة كوس في ديسمبر/ كانون الأول 2019، وقال اللاجئ الذي عرف عن نفسه بأنه كان يدرس الطب أنه أصيب بالمرض والحمى بعد أشهر من وصوله، مرجعا ذلك إلى أن الجو في المخيم كان باردا وماطرا، وكانت خيمتهم مليئة بالمياه، ولم يتم تزويدهم بطعام صحي.