يشار إلى أن أعمال الملتقى أشرف على تنسيقها علميا محمد الحيرش، الذي راكم منجزا نوعيا في مجال التأويليات العربية وعلوم النص، ممّا مكّنه من تنسيق هذه التجربة العلمية.
ومن أبرز سمات هذا الإصدار أنه راهن على التركيز على قضايا محددة مثل التخييل في الشعر والرواية والمسرح، وجمعت الدراسات فيه بين النظرية والتطبيق.
ورام الإصدار الجديد النظر في العلاقة بين التخييل والمعرفة، بغية تحديد الإشكالات التي وفقهما ينتظم الحوار بينهما، وصلة ذلك بالتأويل، فقد كانت العلاقة بين المجالين المذكورين منذ الإغريق موضع بحث ومساءلة، إذ بعد أن قُرن الشعر بالخيالات والظلال، وأبعد الشعراء الغنائيون من المدينة الفاضلة، وصنّف القول القائم على التجريد في أعلى مراتب الفكر شكّك في قدرة التخييل على إنتاج المعرفة، والقدرة على بلوغ الحقيقة الخالصة.
ويأتي إصدار أعمال هذا الملتقى بعد الملتقى الأول الذي انعقد في أواخر يونيو/حزيران 2018 حول: «التأويل والفلسفة والأدب» وصدرت أعماله في إبريل/نيسان من السنة الماضية، وقد كان حافزا في مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية للإعلان عن تنظيمه ومواصلة العمل بأفق أوسع يراعي تنوع مجالات البحث في مراكز الدكتوراه وتعددها، خصوصا أن موضوع التخييل هو أحد الإشكالات التي يمكن أن تقارب من زواية تخصصية متعددة: فلسفية وجمالية وسردية وسيميائية بلاغية وعرفانية وغيرها، إضافة إلى أنه يقع في بؤرة اهتمام التأويليات المعاصرة بتياراتها الفلسفية والجمالية والنقدية.
