لكبيرة التونسي - " وكالة أخبار المرأة "
تحقق المرأة إنجازاً تلو الآخر، مسجلة نجاحات كثيرة، واليوم مع حلول سنة جديدة، فإنها ترسم ملامح مستقبل زاهر، بالمشاركة في صنع القرار، والذهاب نحو المستقبل، ومواكبة التطورات والتغيرات التي فرضتها الظروف الحالية، والتي فتحت الباب أمام
تخصصات ووظائف ومجالات جديدة.وعلى قدر التحديات التي فرضتها الظرفية الحالية، فإن المرأة الإماراتية أبانت قدرتها في المساهمة في صناعة الحدث والإسراع نحو المستقبل، حيث باتت تفكر في دخول المجالات الأكثر طلباً، والتي فرضتها الخارطة الجديدة للتخصصات والوظائف.
تقول الدكتورة نجوى الحوسني القائم بأعمال عميد كلية التربية جامعة الإمارات: عام انقضى وعام جديد يطل علينا، عام أسهم في تغيير جميع مناحي الحياة، ومنها تغيير نظرة الناس في طبيعة الوظائف المستقبلية والتخصصات الأكاديمية، دفع هذا الأمر الكثير من الجامعات بالبدء في رسم خطط استراتيجية جديدة تضع في الحسبان استحداث تخصصات قادرة على مواجهة التغييرات المستقبلية ومتوافقة مع متطلبات سوق العمل، ولأن الإمارات من الدول الرائدة في مجال التعليم العالي، فقد اتخذت الكثير من الجامعات المحلية إجراءات جديدة في طرح تخصصات مناسبة للأعوام القادمة وحرصت على تمكين المرأة على وجه الخصوص في تخصصات منها علم الأوبئة والفضاء والتكنولوجيا، وريادة الأعمال والطب والتمريض والذكاء الاصطناعي، وهذا من شأنه أن يغير خريطة التعليم في الدولة لاستحداث هذه التخصصات، ومراجعة مخرجات التعلم الحالية لضمان وجود تخصصات قادرة على تخريج كفاءات وطنية تتمتع بمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والابتكار والإبداع.
احتياجات المجتمع
وأشارت الدكتورة ناهد بالعلاء، استشاري الجراحة العامة ومدير العيادات الخارجية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية إلى أن الظرفية الراهنة أثبتت أهمية القطاع الصحي على وجه التحديد في الاستجابة لاحتياجات المجتمع خلال هذه الجائحة، ما سلط الضوء على أهمية القوة العاملة في القطاع الصحي، وانعكاسه على حتمية زيادة عدد الأطباء الإماراتيين في مختلف التخصصات، ما يجعله أحد أهم القطاعات التي يجب أن توضع في الحسبان لتحقيق الاكتفاء فيه، ولعل ما مررنا به خلال عام 2020 أكد أن المرأة الإماراتية في القطاع الصحي كانت موجودة بقوة كطبيبة وصانعة قرار ونجحت في تقديم الرعاية المطلوبة في أصعب الظروف، وأعطت صورة مبشرة لمستقبل الرعاية الصحية في الدولة.
ومن واقع خبرتها، شجعت الفتيات الإماراتيات الراغبات في خدمة ورعاية المجتمع أن يضعن في الحسبان الجراحة بمختلف تخصصاتها العامة والدقيقة كأحد الخيارات المطلوبة والمهمة للمستقبل.
في الصدارة
من جهتها قالت زليخة الحوسني، المدير التنفيذي للتمريض في مدينة الشيخ شخبوط الطبية إن التمريض من المهن المحورية في مجال الرعاية الصحية لما لها من دور مباشر وحيوي في صحة وسلامة المجتمع.
وأشارت إلى أن انغماس المرأة الاماراتية في مهنة التمريض ومشاركتها في تقديم هذة الخدمة المقدسة للمواطنين والمقيمين رسالة سامية تعزز من قيم الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي، فمهنة التمريض تفتح آفاقا واسعة للمرأة الإماراتية للمشاركة في بناء وطننا معاً ويداً بيد مع الطبيب والمهندس والجندي والمعلم، وأن مجالات التعليم لمهنة التمريض متوفرة في أكثر من إمارة فلم تأل قيادتنا الرشيدة جهداً في توفير التعليم الجامعي بمراحله المختلفة، كالبكالوريوس والماجستير في جامعاتنا الوطنية، كما أن فرص الابتعاث لنيل درجة الدكتوراه متوفرة أيضا لكل إماراتية ترغب في ذلك. وغني عن القول إن مجال العمل في هذه المهنة الإنسانية متوفر، وفي أكثر من مجال ومؤسسة، وبما يتناسب مع قيم العائلة الإماراتية وتقاليدها، إضافة إلى ذلك، فإن المجال مفتوح للعمل في المستشفيات الحكومية والخاصة، أو في مجال الرعاية الصحية الأولية، كالمراكز الطبية أو في الجامعات ومراكز الأبحاث.
ريادة
وأوضحت الدكتورة إحسان المسيري عضو جمعية أصدقاء البيئة سابقا وصاحبة مبادرات بيئية، أن المرأة تلعب دوراً حيوياً في كل ما يتعلق بحماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، وهذا الدور الريادي ينبع من الأدوار المزدوجة للمرأة على الصعيد الأسري والمهني، وخدمة المجتمع، ما يؤكد حضورها المؤثر الذي سيساهم بلا شك في إيجاد حلول مستدامة لحماية البيئة التي تعاني تحديات جمة خلال الوقت الراهن، ومن المتوقع أن نشهد خلال المرحلة القادمة تقلد المرأة مناصب قيادية في مجال البيئة عالمياً، نظراً لإثباتها جدارة كبيرة في هذا المجال، من خلال المبادرات الخاصة بمجال البيئة وإعادة التدوير والأنشطة والفعاليات المرتبطة بالحفاظ على الطبيعة، ومما لاشك فيه أن المرأة ستكون صانعة للقرار في هذا المجال، لاسيما مع ظهور تخصصات جديدة متعلقة بالبيئة في الجامعات.
سريعة التأقلم
يشكل «الذكاء الاصطناعي» نقطة جذب للطالبات في الجامعة، ما سيسهم في خلق جيل جديد من النساء رائدات في هذا المجال، وهذا ما أكده الدكتور عيسى محمد البستكي رئيس جامعة دبي ورئيس نادي دبي العلمي، حيث قال إن المرأة سيكون لها باع طويل في مجال ريادة الأعمال وصناعة المستقبل، وفي مجالات الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن المرأة سريعة التأقلم مع المتغيرات، ضمن أسس وضعتها الدولة التي أسست لهذا المفهوم مبكرا، حيث جعلت المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل، ومساهماً رئيساً في التنمية المستدامة وصناعة المستقبل.
وأشار إلى أن عام 2021 سيشهد إنجازات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقدم العلمي، وفي مختلف المجالات الحيوية، موضحاً أن النادي العلمي حصل على العديد من الجوائز من مختلف دول العالم أغلبها من نصيب النساء، وهذا دليل على تفوقها في مختلف المجالات العلمية.
وأضاف: ستكون هذه السنة حافلة بالإنجازات في علوم الحاسوب، والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وستواصل المرأة الريادة في هذا المجال في مجال النقل والصحة والتعليم والطاقة المتجددة والفضاء والتكنولوجيا، لاسيما أن جائحة كورونا غيرت خارطة الطريق، حيث أصبحت كل جامعة تتوفر على منطقة حرة ابتكارية مما يمهد لريادة الأعمال ويصدر طاقات شابة إلى الجهات الحكومية والقطاع الخاص من الكوادر النسائية المؤهلة، مما سيفرز رئيسات تنفيذيات ومديرات ومساهمات في صنع القرار.