هل أجرؤُ على تسميةِ البَحرِ باسمِهِ؟
هل يجرؤ البَحر على الإتيان بمثالٍ واحدٍ عن التَّشابه بينَ القنديل وبُطين القلب؟
ماذا لو هاجَمَتني العدالةُ الكافرةُ
وحاصَرَني المَعنى الحرْفيّ للحقد؟
ماذا لو اكتفيْتُ بإفراغِ دُموعي
في قاع السَّفينة،
وتركْتُ وجهي الأعمى الجريح
يتلمَّسُ جزيرةً في أقصى المجزرة؟
٭ ٭ ٭
هل
أنايَ
مُؤجَّلٌ
إلى
حينِ
تدشينِ
جيلٍ
جديدٍ
من
المطر؟
ذاتَ يومٍ
سأقصُّ /وحدي/ شريطَ الأُفُقِ
سأبتذُّ الظَّهيرةَ بسلسلةٍ معدنيَّةٍ صدئة
كما ابتذَّني الفجرُ بكمينٍ مُحكَمٍ
سأتنصَّلُ بعضَ الوقتِ من التَّعريفاتِ
وقد أحتفِلُ احتفالاً بهيّاً
ما دمتُ ما أزالُ /وحدي/.
٭ ٭ ٭
تعالَ قارعني أيُّها الرَّفضُ
أيُّها الانقضاضُ الحادُّ كرُمحٍ
لن تغفرَ لي الأسلاكُ الشّائكةُ
ودوريَّةُ الحراسَةِ تستريحُ تحتَ نافذتي منذُ سنين
ظُنوني قلادةُ الغيلان المُنقرضة
وهُوايتي الأثيرة مُحاكاةُ نورسٍ
هاربٍ من كتابٍ مُقدَّس.
ساندني أيُّها الفراغُ بالوَرع القذر
يا عُشَّ الضَّروراتِ المَنحورة
أنا المُستنقعُ المُكافِحُ ضدَّ مائي
أغارُ من الشَّوكةِ الضّاريةِ
وتختلُّ على كتفي الجاذبيّة
وحينما أفتَحُ عينيَّ بعد الغُبارِ
ليسَ الضَّوءُ أوَّل من يحطُّ على وجنتيَّ
إنَّما استنجادُ دجاجةٍ وقت الذّبح.
بنقرةٍ على زُجاجِ الآلهةِ
وتسبيلٍ من جفنِ الغرابةِ
سأتَّصِلُ بالمجانينِ والأحرار
قد يردُّ المُجيبُ الآليُّ للغابة:
(لم ينتصبْ سردُنا كالأشجارِ بعد)
لكنَّني أستطيعُ أنْ أقترِضَ قفزةً نزِقة
وأنْ يتطايَرَ منِّي
لهبُ الاكتشاف المارِق.
٭ ٭ ٭
سأفتَحُ جميعَ المَحاراتِ دُفعةً واحدة
ليسَ من أجلِ اللُّؤلؤِ الثَّمينِ
لكنْ..
كي تبقى الحبكةُ مُشرَعةً على مصراعيْها
كشراعٍ يجرؤُ أنْ يُسميَ البَحرَ باسمِه!
- شاعر وناقد سوري