-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

حوار مع الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد حاوره رامي فارس أسعد

 


الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، أحد أهم أصوات جيل السبعينيات في مصر، بداية من الموضوعات والرؤى التي ضمّنها أعماله الروائية، إضافة إلى عدد الأعمال التي أنجزها ولم يزل. وربما تأتي «لا أحد ينام في الإسكندرية» في المرتبة الأولى من أعماله، وقد لاقت الكثير من التقدير النقدي والترجمات والأبحاث الأكاديمية، رغم أنها الجزء الأول مما أطلقه عبد المجيد (ثلاثية الإسكندرية) جاء بعدها (طيور العنبر) و(الإسكندرية في غيمة). عن هذه الرواية والحركة الروائية العربية عموماً، كان هذا الحوار..

□ في «لا أحد ينام في الإسكندرية» كتبت: «لا أحد ينام في السماء/لا أحد ينام في العالم/لا أحد ينام/لا أحد/لا أحد». ما المقصود من هذه العبارات القصيرة؟
■ هذا جزء من قصيدة للوركا عن غارات النازيين على إسبانيا، حين ساعد هتلر الجنرال فرانكو للوصول إلى الحكم قبل الحرب العالمية الثانية. أحببتها وأخذت منها العنوان.

□ لماذا اخترت رحلة الجزء الأول من الثلاثية عند بداية الحرب العالمية الثانية؟
■ رغبتي في كتابة رواية عن الحرب العالمية الثانية نشأت منذ الطفولة، حين كان أبي يحكي لنا حكايات الحرب ونحن حوله أطفال. بعد أن صرت كاتبا أدركت هذه الرغبة، فأبي وأمي شاهداها كلها في الإسكندرية. لسنوات طويلة أتذكر، لكن لم تقفز الرواية إلى روحي إلا عام 1990 حين سافرت في الصيف لقضاء أسبوع في مدينة مرسى مطروح. استرحنا في مقهى في منتصف الطريق في مدينة العلمين. رأيت أمامي متحف العلمين ومقابر جنود الكومنولث، فمشيت بينها وتذكرت ما قاله أبي وقفزت الرواية إلى روحي.

□ لماذا اخترت اللهجة المصرية في بعض الحوارات التي دارت بين الشخصيات في الرواية؟
■ هذا يتسق مع الشخصيات، وأحيانا تكون اللهجة العامية معبرة عنهم. هو الصدق الفني مع الشخصيات لا أكثر، ولا مفاضلة بين العامية والفصحى.

□ كيف استطعت رسم هذه الصورة الواضحة عن الإسكندرية، وكأنها مُجسدة أمام القارئ؟
■ ظللت ست سنوات اقرأ الصحف القديمة في دار الكتب المصرية، لم تكن هناك إنترنت وقتها، وزرت الإسكندرية عشرات المرات وقرأت كتبا عنها وعن شوارعها. وزرت مواقع الغارات والحرب في الصحراء. جهد رهيب لمعرفة كل شيء عن المكان والبشر.

□ في الرواية تتبعت الأحداث محلياً وعالمياً بدقة هل حاولت بذلك رصد التقلبات التاريخية والاجتماعية للمدينة؟
■ كنت أريد أن آخذ القارئ إلى هناك. أن يعيش الزمن بكل مفرداته العادية وغير العادية. أن يرى المدينة والعالم وكيف يؤثر فيها ما يحدث في العالم وفي مصر. أن تأخذ القارئ إلى الزمن الذي تكتب عنه هو المتعة الأكبر في الروايات التاريخية. هكذا أتصور وأقتنع.

□ وماذا عن شخصيات الرواية؟
■ فيها الكثير من الواقع، لكن الخيال يجعلها شخصيات فنية. مجد الدين بشكل ما هو أبي وزهرة بشكل ما هي أمي ودميان كان صديقا لأبي. كان مسيحيا كما في الرواية، لكن كان يحمل اسما آخر فاعطيته اسم دميان. الهنود والسودانيون وغيرهم في العلمين أخذت أسماءهم من مقابر الكومنولث. أسماء ضحايا الحرب. وتخيلتهم. باختصار هو الواقع وراء كثير من الشخصيات لكن الخيال يجعل منها شخصيات فنية. الشخصيات تتطور في الرواية حسب الأحداث وليس حسب معرفة الكاتب بها من قبل.

□ الشيخ «مجد الدين» و»دميان» صديقان مقربان. رسالة واضحة للذين يرفضون فكرة الإخاء بين الأديان، ما تعليقك؟
■ هذه كانت الإسكندرية ومصر كلها من قبل. التسامح الذي افتقدناه.

□ لم یتوقع القارئ النهاية المأساوية لـ «دميان» لماذا؟
■ أنا شخصيا لم أتوقع. لا أضع خططا للرواية. هي الأحداث تأتي بنهاياتها.

□ لماذا قرر الشيخ مجد الدين العودة إلى الإسكندرية في نهاية المطاف؟
■ طبيعي.. هي الإسكندرية جاذبة للبشر مهما جری من الحرب.

□ يتساءل بعض القراء عن شخصية «البهي» هل كان لعنة أم نعمة على العائلة؟ ترى بماذا تصفه؟
■ هو النور الإلهي الذي لم تتسع له الأرض.

□ كمْ من الوقت استغرقك كتابة مشروع ثلاثية الإسكندرية؟
■ «لا أحد ينام في الإسكندرية» استغرقت كتابتها ست سنوات، من 1990 إلى 1996. «طيور العنبر» ثلاث سنوات من 1997 إلى 2000. «الإسكندرية في غيمة» كتبتها متأخرا وغير قلق من التأخر وصدرت عام 2012. لو جمعت السنوات رغم تفرقها تستطيع أن تقول عشر سنوات.

□ ثلاثية «الإسكندرية» وثلاثية «الهروب من الذاكرة» هل يمكن القول إن إبراهيم عبد المجيد كاتب متخصص في أدب الثلاثيات؟
■ لا طبعا. الثلاثية الثانية مثل الأولی أتت بأجزائها، كل جزء أتي بما بعده. لم أخطط لذلك. الفارق أن الثلاثية الأولى عن الإسكندرية هي ثلاثية عن المكان، أما «الهروب من الذاكرة « فهي عن الزمان.

□ ما الذي تمثله الإسكندرية بالنسبة لك؟
■ كانت مدينة العالم وراحت. حلم اتسع في الفضاء ثم قضى عليها التخلف والفساد. حلم أحبه وأبكيه.

□ هل كانت لك جولات في تلك الصحراء قبل الشروع في كتابة «لا أحد ينام في الإسكندرية»؟
■ أثناء الكتابة زرت كل مواقع الحرب في الصحراء، من السلوم أقصى مدينة مصرية في الصحراء الغربية إلى العلمين. كنت أزورها صيفا وشتاء لأشعر بالمكان، وكثيرا ما خلعت حذائي ومشيت حافيا لأشعر بالأرض وخلعت قميصي ومشيت لأشعر بالجو. كنت مجنونا.

□ يقال أحيانا في بعض المنتديات الثقافية إن عصر الرواية قد ولّى وحل محله الشعر ما رأيك؟
■ لا أحد يعرف. ربما من كثرة من يكتبون الروايات، دون أن يعرفوا شيئا عن فن الرواية يحدث ذلك.

□ ما هو رأيك في النتاجات الأدبية الغربية من قصة ورواية وبالأخص ما يترجم حديثاً؟
■ لم أعد اتابع كما كنت من قبل. يأتي زمن علی الكاتب مع التقدم في العمر يزهد في كل شيء، لكن المؤكد أنها نتاجات مهمة.

□ السرد العراقي قصة أو رواية من وجهة نظرك؟
■ عظيم ويتصدر مع غيره المشهد العربي، سواء من كتّاب داخل العراق أم يعيشون في المهجر.

□ وكيف ترى السرد العربي اليوم من قصة ورواية؟
■ متقدم جدا ويملأ الفضاء.

□ متى بدأت علاقتك مع السرد؟
■ بدأت مبكرة في سن الرابعة عشرة حين تأثرت بما أقرأ ووجدت في روحي رغبة للكتابة. بعد سنوات عرفت أن الكتابة فن وليس حكاية تُروى فقط. فن له مدارس أدبية عبر التاريخ، فقرأت في ذلك الكثير وعرفت أين أضع قلمي بين الكتّاب. صارت الكتابة هي حياتي الحقيقية وكل ما خلاها وهم.

□ يقول نجیب محفوظ «عندما يكتب إبراهيم عبد المجيد، يكتب بالألوان الأزرق للبحر والأصفر للصحراء» ما الذي مثلته هذه الشهادة‌ بالنسبة لإبراهيم عبد المجيد؟
■ كثيرا ما قاله نجيب محفوظ عني، لكني لم أتاجر به، فرحت نعم وجعلت فرحتي لنفسي.

صحافي عراقي

https://www.alquds.co.uk/

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا