-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

وقفة مع كتاب الناقد الأدبي يقطين : " الديمقراطية في قاعة الإنتظار " عبدالجليل طليمات

عندما طلب مني صديقي ورفيقي الباحث والناقد الأدبي المتميز سعيد يقطين المساهمة بكلمة موجزة حول هذا الإصدار الجديد له : " الديمقراطية في قاعة الانتظار" ( قبل نزوله إلى السوق )  , انغمست لوقت غير وجيز,  وبشكل لا إرادي في لحظات ومشاهد من ذاكرتنا المشتركة ونحن نشق طريق الكتابة في الشأن السياسي والثقافي  في   مدرسة   جريدة" أنوال  السياسي "  وشقيقتها   "أنوال الثقافي" . وأنا أرمق عناوين مواد هذا الكتاب استحضرت كتاباته ومقالاته في ركن " أوراق مفتوحة" وفي افتتاحيات " أنوال الثقافي " التي سهرنا على إصدارها لسنوات ,  وما تزال هذه التجربة الثقافية الإعلامية تشكل وثيقة " زواج الثقافي والسياسي ", وشهادة على حيوية الفعل الثقافي من داخل مخاضات  الفعل السياسي وديناميته.
في هذا الكتاب يؤكد سعيد يقطين , لمن هم  في حاجة لذلك , على أن الباحث الأكاديمي والمثقف " المتخصص", لم يتوار , لم يدر ظهره لتحولات مجتمعه , لم يكن في حالة " استقالة" ولامبالاة اتجاه المتغيرات السياسية  الكبرى وطنيا وإقليميا وجهويا,  بل  إ نه (   المثقف ) يعيش كل تفاصيل الحياة العامة للمجتمع بمنظور نقدي واستشرافي : السياسة وصراعاتها ورهاناتها , الفن  والثقافة وتظاهراتهما , المشهد الإعلامي وتخلفه , الرياضة وما يرتبط  بها من حسابات " لا رياضية "  , هم التعليم وأعطابه ..الخ , في كل هذه الموضوعات وغيرها كتب سعيد يقطين مواكبا أحداثا بعينها  في مختلف المجالات ما يجعل من قراءة مواد هذا الكتاب " فسحة بانورامية" في حقل شاسع ومتنوع , هو حقل الممارسة السياسية والثقافية  بمختلف تجلياتها والخطابات المؤطرة  والمواكبة لها ,.    
 و في هذا السياق, جاءت وقفة الكاتب التحليلية " لحركة 20 فبراير" التي ابرز فيها بموضوعية دورها الكبير في إحداث تراكم إيجابي  في المسار الديمقراطي المغربي  ممثلا في دستور 2011.  إنها , برغم كونها ظلت " أسيرة تجاذبات" ورهانات الحقل السياسي ومكوناته الحزبية وحركاته المطلبية الاحتجاجية ,  فإنها  شكلت نموذجا مغربيا لما سماه الكاتب ب " قابلة التاريخ العربي في القرن الواحد والعشرين ". ولم يقف سعيد يقطين عند  مجرد التساؤل القلق عن  مصير هذه الحركة ومآلها , بل تابع بدقة تداعيات ما بعد التصويت على دستور 2011 , وما أعقبه من انتخابات مبكرة أثمرت صعود حزب العدالة والتنمية إلى واجهة الحكم ’ ..الخ , وفي جميع محطات هذه المواكبة ظل الكاتب ممسكا بالثوابت التي يجب   في نظره, أن تؤطر مشهدا سياسيا ديمقراطيا سليما , من بينها ما دعا إليه في أكثر من مقالة :           
_ تجديد الرؤية والممارسة السياسية والفكرية  وذلك  بتجاوز " الرؤية الانتخابوية والرؤية الحزبية الضيقة...
_ البحث عن , والسعي إلى" توافق  من نوع جديد يسمو إلى متطلبات المرحلة الجديدة " من طريق  "ا نتهاج أسلوب  حوار حقيقي ليس سياسيا فقط , بل ثقافي وحضاري "     
_   تطوير الأحزاب  لخطابها وأشكال تواصلها كشرط للارتقاء إلى مستوى هذه المرحلة وا لدفع بالتجربة المغربية إلى الأمام .
العمل على توحيد صف قوى اليسار الديمقراطي بإعطاء مضمون الوحدة بعدا استراتيجيا لا ظرفيا أو انتخابيا, مع ما يشترطه ذلك من تصفية الخلافات داخل الحزب الواحد ( الإتحاد الإشتراكي هنا ) بشكل ديمقراطي وعقلاني .
ويخلص سعيد يقطين إلى اقتراح " وصفة " مطلوبة حقا , لتجاوز عبثية وتدهور مستوى النقاش السياسي والصراعات والمزايدات بين الحكومة والمعارضة  عبر عنها بدقة وموضوعية  كالتالي  : " حكومة واقعية , معارضة ناضجة , وإعلام مسؤول " , إنه  ثالوث  تأسيس  مجال ممارسة سياسية في مستوى تطلعات و رهانات ما بعد الربيع المغربي ..  
في جميع مواد الكتاب الأخرى يؤكد الكاتب على أولوية الثقافي في إسناد الوعي السياسي الديمقراطي , مسجلا في هذا السياق أنه لا الدولة ولا الأحزاب ولا وزارة الثقافة ولا اتحاد الكتاب ولا الجمعيات لها تصور دقيق  للعمل الثقافي , ما يفسر الكثير من الظواهر السلبية في الحقل الثقافي وفي الممارسة السياسية على حد سواء . ومن هنا اهتجاس الكاتب بالمسالة التعليمية التي خصص لها بابا لتشريح  أعطاب المنظومة التربوية البنيوية ونتائجها الكارثية على التكوين ..
ولأن المجال لا يسمح بقراءة مفصلة لكل ما يزخر به هذا الكتاب من تقييمات نقدية وتصورات ومواقف واستشرافات ,  أقول في الختام : هذا الكتاب يعكس بشكل مفرح صمود كاتبه في الحضور والمواكبة والتحليل والكتابة في قضايا السياسة والمجتمع, فلم يأخذ البحث الأكاديمي الجاد والمضني والمنتج والمتميز منا  سعيد يقطين المناضل المثقف , سليل الحركة الديمقراطية التقدمية المغربية , واحد أسمائها التي عرفته مختلف المنابر والميادين كواحد ممن جمعوا بشكل خلاق في شخصهم بين السياسي و الثقافي
 

                   :   

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا