افتتاح الدورة الخامسة
لمهرجان صيف الأوداية الخامسة
تكريم مستحق للفنان
عبد الواحد التطواني
احتضنت الحديقة
الأندلسية بفضاء الأوداية التاريخي بالرباط، مساء أمس الاثنين حفل افتتاح الدورة
الخامسة للمهرجان الدولي للفنون والثقافة "صيف الاوداية"، الذي أحيته
أوركيسترا هشام التطواني بطبق رائع من الأغنية المغربية الأصيلة التي تفاعل معها
جمهور المهرجان أداء وتصفيقا، خصوصا عندما أعلن عن تكريم الفنان المغربي الكبير
عبد الواحد التطواني، تلك اللحظة الفارقة في حفل الافتتاح على اعتبار أن المحتفى
به "أحد الأسماء المتألقة في سماء الفن المغربي منذ الستينيات إلى الآن، وهو
تكريم مستحق لكون هذا المطرب الاستثنائي المحبوب كان، طوال مساره الفني الاحترافي
أحد الرواد المؤسسين الذين بصموا الأغنية المغربية إبان مرحلة الاستقلال، ملحنا
مقتدرا ومطربا طروبا وعازفا ماهرا على العود"، حسب ما جاء في الكلمة
الافتتاحية للسيد محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة، التي ألقاها نيابة عنه السيد لطفي
المريني الكاتب العام للوزارة الذي سلمه الدرع المائز للدورة وهو عبارة عن منحوتة
من إنجاز الفنان المتألق صحبي الشتيوي.
يذكر أن مهرجان صيف
الاوداية الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى سيستمر إلى
غاية فاتح غشت المقبل، موعد السهرة الختامية التي سيحييها سي مهدي وأفريكا موف
وكوطون أفريك بالمنصة الكبرى التي ستعرف مشاركة مجموعة أل سور ديل سور والفنان
شقارة مساء يوم الأربعاء المقبل والفنان دامو ورباب فيزيون يوم الخميس والشاب زهير
والشابة ريمي والشاب يحيى القاسمي يوم الجمعة 31 يوليوز 2015. أما الحديقة
الاندلسية فستحتضن مساء اليوم حفلا تحييه
بهاء روندا والحاج بيرو.
المهرجان الدولي
"صيف الاوداية" الدورة الخامسة
27 يوليوز – 1 غشت 2015
كلمة السيد الوزير
بسم الله الرحمان
الرحيم
السيد الوالي
السادة والسيدات نساء
ورجال الإبداع
السيدات والسادة نساء
ورجال الإعلام
أيها الحضور الكريم
يسعدني أن أرحب بكم في هذا الحفل الافتتاحي
للدورة الخامسة لمهرجان "صيف الاوداية" في رحاب هذا الفضاء الشاهد على
عمق الحضارة المغربية، مع الشكر الجزيل والثناء الوافر لكم جميعا على استجابتكم
لدعوتنا لخلق جسور للتواصل بيننا من أجل تطوير الفعل الثقافي بهذه المدينة
"مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية".
فمنذ أن أصبحت الرباط مصنفة ضمن قائمة اليونسكو
للتراث العالمي، صار واجبا علينا تعزيز العمل الثقافي والفني، من أجل تسليط الضوء
على نقاط القوة والإمكانات التي تتوفر
عليها العاصمة، وخاصة منها تلك المتعلقة بالمواقع التاريخية والأثرية وأبرزها
"شالة" و"حسان" و"الاوداية". هذا الموقع الأخير
الذي يعود تأسيسه إلى القرن الحادي عشر، كنواة أولى لمدينة الرباط خلال الفترة
الإسلامية، والذي أصبح قطبا جاذبا للزوار من المغاربة والأجانب، وفضاء مثاليا
لاحتضان المهرجان الدولي للفنون "صيف
الاوداية" هذا الحدث الذي سيعطي لقصبة الاوداية الفعالية التي لا شك أنها
ستسهم في تعزيز طابعها الثقافي والفني.
كما تأتي هذه الدورة كإضافة لتعزيز المجهودات
المبدولة على مختلف الواجهات لتنفيذ المشروع الحداثي لجلالة الملك محمد السادس
نصره "الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية" والذي سيجعل من
الرباط منارة علمية وفكرية وثقافية بفضل المشاريع الجديدة التي تعتمد على الموروث
الحضاري لهذه المدينة ومؤهلاتها البشرية وعلى الدينامية الثقافية والفنية التي
تتميز بها.
ويزيد من توهج هذا المهرجان تزامنه مع احتفالات
الشعب المغربي بعيد العرش المجيد وهي مناسبة لمساهمة، جميع المشاركين في هذه
الدورة من منظمين وفنانين وجمهور، في تخليد هذه الذكرى الغالية عبر هذه البرمجة
الفنية الغنية وعبر الحضور الجماهيري الكثيف.
وأغتنم هذه المناسبة لأرحب بضيوفنا من الكوت
ديفوار والكونغو كنشاسا ومن إسبانيا الذين يؤتثون فضاء الاوداية بحديقته الأندلسية
وأسوارها العالية إلى جانب زملائهم من مختلف مناطق المغرب الذين يمثلون مختلف
الألوان الموسيقية المغربية الكلاسيكية والشبابية والأمازيغية ...
واستمرارا في جعل هذه التظاهرات مناسبة
للاعتراف والوفاء وتكريم رواد الموسيقى والغناء ببلادنا فإني أنوه بالاختيار
الرصين للفنان المغربي المتألق عبد الواحد التطواني، أحد الأسماء المتألقة في سماء
الفن المغربي منذ الستينيات إلى الآن، وهو تكريم مستحق لكون هذا المطرب الاستثنائي
المحبوب كان، طوال مساره الفني الاحترافي أحد الرواد المؤسسين الذين بصموا الأغنية
المغربية إبان مرحلة الاستقلال، ملحنا مقتدرا ومطربا طروبا وعازفا ماهرا على العود.
كما سيحتفي المهرجان أيضا بفنانين آخرين تميزوا
في ألوانهم الفنية وفي مشوارهم الموسيقي ليمنحوا بذلك جائزة "التميز في
الموسيقى العالمية" و"جائزة الفارابي" و"الخلالة
الذهبية" للاحتفاء بالثقافة الأمازيغية،
وسيتسلمها تباعا مجموعة "رباب فيزيون" و"الحاج بيرو"
و"الفنان "الرايس الدامو" الذين نهنئهم بهذا التتويج ونتمنى لهم
مسارا موفقا إنشاء الله.
وختاما أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بتشكرات
وزارة الثقافة لكل الشركاء الذين تجندوا معنا لإنجاح هذه التظاهرة وعلى رأسهم
المجلس الوطني للموسيقى وولاية الرباط سلا زمور زعير والمسرح الوطني محمد الخامس
والخصوصية. والشكر موصول لأطر الوزارة الساهرين على تنظيم هذا الحدث الفني وإلى
ساكنة الرباط عموما وسكان الاوداية خصوصا الذين يحتضنون فعاليات "صيف
الاوداية" بالحب والمتابعة.
محمد الأمين الصبيحي
وزير الثقافة
