-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الوطن لم ينسحب من الكركرات : رمضان مصباح الادريسي

في  المقاربات التحليلية  لانسحاب بعض قواتنا العسكرية التي كانت ترابط بموقع الكركرات  العازل والسائب،في اطار مهام تطهيريةشتت عصابات التهريب،وبؤرا
محتملة للإرهاب الديني  العابر للحدود،ومهام   تجهيزية،طرقية استحضر المحللون الأبعاد السياسية، الدولية بالخصوص، للانسحاب،وروجوا ما وسعهم الترويج لمكاسب " مزيانة للكاك" ،كما يتندر القنيطريون ،حينما يتوسمون في كل شيء يحدث بمدينتهم، خيرا لفريقهم.
نعم هناك مكاسب محتملة اذا اخلصت الامم المتحدة البحث في المناطق المعتبرة محررة ،منذ عشرات السنين(خمس الصحراء المسترجعة)؛لتقف على الاسباب الحقيقية لبقائها خالية وموحشة ،لا تعمرها سوى الثعالب والذئاب ،وعصابات التهريب المختبئة وراء راية الانفصال، ومزاعم الاستعمار و المظلومية التي يصدقها من لا يعرف تلكم الربوع والاصقاع التي تدخر للمنطقة المغاربية،وللعالم مفاجات من عيار "خلافة البغدادي"، ودويلات " ماليستان".
واذا اخلصت الامم المتحدة, ايضا، في مقارنة هذا الخلاء الطافح بالترف السياسي المسلح ،بالعمران الطافح حضارة ،الذي عوض للصحراء كل السنين العجاف التي عاشتها تحت اقبح استعمار اوروبي.
كيف تجيز بعض الدول عسكرة الخلاء لانتاج الخراب ،ولاتجيز للمغرب حماية مدنه الجنوبية التي انتزع ثمن عمرانها من خبز شماله؟
ويبقى على الجزائر ان تبدد حيرة العالم وهو يراها تحتضن اكبر سجن شمسي فوق الارض،في الوقت الذي لاتعترف فيه لنزلائه،لا بحقوق الاسير ولا بحقوق اللاجئ السياسي.
ويبقى ان تشرح للعالماسباب الهشاشة المعمارية المفرطة لسجنها بتندوف،واسباب بقاء الخلاء الكبير،المعتبر محررا،بدون ساكنة ولا معمار،يدلى به للبرهنة على اهلية سجنائها لانشاء الدولة الصحراوية، التي تعتبرها حقا لهم.
اعرف ان عند الاتحاد الاوروبي،بالخصوص،الاجابات التي تشرح بالبراهين القوية التلف المزدوج الذي يصيب ،منذ عشرات السنين،المساعدات المادية الاوروبية ،واموال الشعب الجزائري..
ولو قارن القضاء الاوروبي،فقط، بين مستندات هذه المساعدات  الضخمة ،وبين العائدات الفلاحية المتواضعة التي تاتت من استثمارات مغربية كبرى في الجنوب القاحل ،لاعاد النظر في حكمه،ولاعتذر للمغرب،كما لدول الاتحاد، التي تعرف الحقيقة.
اعود لاقول بان خطاب المكاسب الذي غلب على تبريرات الانسحاب ،سكت كلية عن المكسب الاني الكبير الذي متعتنا به قواتنا المسلحة ،وهي تمارس حقا بسيطا من حقوقها القتالية،تحت امرة قائدها الاعلى ،جلالة الملك.
لقد سبق ان تحدثت في موضوع منشور عن العسكرية المغربية،وصلابة عقيدتها التي تاسست على خبرتها الطويلة في حروب الصحراء؛وعليه فلن اجاري التحليلات المشار اليها ،لاسجن نفسي في التبرير الذي لا داعي له،ولاموضوع.
اقف عند المكسب الاني الذي تجلى لي ،من خلال متابعة التعاليق،والنشاط الفيسبوكي التواصلي الذي هيجته التحليلات السياسية المسهبة لمجرد حدث عسكري بسيط ،يتكرر في كل بؤر التوتر ،عبر العالم.
اكبر مكسب متعنا به ،عسكريا، هو تجديد الروح القتالية عند المواطنين ،من كل المستويات.
ليس سهلا ان تستنهض الروح القتالية لشعب كامل ،بمجرد ارتال عسكرية تحركها لامتار معدودة.
لقد كسبنا،في ايامنا هذه،حيث الجميع لاه عن الجميع،ولا حضور قويا الا لثقافة الهاتف ،وفنون الصعقة الموسيقية المرعشة،ان نرى مواطنينا يستعيدون الروح القتالية التي مكنت اسلافنا من الصمود في هذا الغرب الاسلامي ،في مواجهة عوادي الخلافة والفاطميين بالمشرق ،وتربصات نصارى الشمال.
كسبنا  ان نرى المواطنين المدنيين، وقد تحولوا الى عسكر اكثر من العسكر.
بدل التخوف، وامتشاق سيف التبريرات التي لا داعي لها ،اطلاقا،يجب ان نثني على كل الاراء التي اقتنعت،رواية عن سلف مقتنع،وعن سلفه وسلفه..بان الوطن لا ينبغي ان ينسحب من خريطته.
للعسكرية المغربية عقيدتها وقناعاتها،وهي في جميع الاحوال سليلة هذا الوطن،بكل تاريخه المجيد في حماية حدوده وثغوره،غير عابئ بازمنة الاحتلال ،طالت ام قصرت.
ان الخطر يا محللينا المبررين لامر بدهي ،لا يتوقع من مواطن يعلن انه مستعد ان يموت من اجل وطنه،ولو تمثل في صخرة من طبقال،يتدحرج معها من الشواهق،الى ان يمسك بها ؛وانما يوجد حيث يوجد موت التاريخ الصادق ،وميلاد التاريخ المنافق .
ان اغلب المغاربة من السلالات المقاتلة،وقد سبق لي ان فسرت مطالبتهم بتدخل القوات المسلحة،لصد فيضانات الجنوب،بالحضور القوي للروح القتالية عندهم،وهذه نعمة ،خصوصا حينما ننتبه الى كوننا نحوز ،من الكرة الارضية، افضل ما ابدعه الله من امكنة.
وتساعدنا الجزائر، مشكورة، في بقاء جذوة القتال مشتعلة ؛وقد سبق ان اعتبرتها سببا من اسباب تاسيس عقيدة عسكرية مغربية صلبة،نضاهي بها اعتى الجيوش في العالم.
لمحللينا الكبار اقول:لا تقعوا ابدا اسرى السخونة،تريثوا حتى تستعيد الدورة الدموية،وحتى دورة التاريخ،هدوءها واتزانها.
حتى والامر محسوب على المناورة العسكرية ،المرهونة بظرفها وقادتها،فان الوطن يظل دائما  في خرائطه.
ان حاجتنا الى مواطنين منتصبين للقتال اقوى من حاجتنا الى محللين سطحيين.
وكما قيل اذا اردت السلم،فاستعد للقتال.ولكي لا تستعمل القوة اظهرها.
تحية لقواتنا المسلحة،ومثلها لكل السلالات  المواطنة والمقاتلة،التي ما تواجدت حيث نحن الا لتقاتل.ولو لم يكن اسلافنا مقاتلين لما حصل لنا شرف المواطنة المغربية.
لكنني لا افهم لماذا تخلت الدولة عن التجنيد الاجباري للشباب؟ امن شدة الثقة في النفس ،وفي الاحتراف؟
sidizekri.ahlablog.com


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا