-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

«‬المسرح‭ ‬والسرد‮»‬‭ ‬للمغربي‭ ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬العلا

 ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬استنبات‭ ‬مختبرات‭ ‬بحث‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬عموما،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬لإقامة‭ ‬الجسور‭ ‬بين‭ ‬أنثروبولوجيا‭ ‬الفرجة‭ ‬وأنثروبولوجيا‭ ‬المسرح،
‭ ‬بالانفتاح‭ ‬على‭ ‬الهوامش‭ ‬الثقافية‭ ‬والتعبيرية،‭ ‬وتصحيح‭ ‬العلاقة‭ ‬الملتبسة‭ ‬بالأشكال‭ ‬الفرجوية‭ ‬وبالآخر‭/ ‬المنتمي‭ ‬للجنوب،‭ ‬واستحضار‭ ‬كل‭ ‬إمكانات‭ ‬التمسرح‭ ‬من‭ ‬فرجة‭ ‬القول‭ ‬والنظم‭ ‬في‭ ‬تقاطعها‭ ‬مع‭ ‬الشمال،‭ ‬وفرجة‭ ‬الجسد‭ ‬في‭ ‬تقاطعها‭ ‬مع‭ ‬الجنوب‭.‬
تلك‭ ‬إحدى‭ ‬الخلاصات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ينتهي‭ ‬إليها‭ ‬الباحث‭ ‬والأديب‭ ‬المسرحي‭ ‬المغربي‭ ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬العُـلا‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الجديد‭ ‬‮«‬المسرح‭ ‬والسرد‭: ‬نحو‭ ‬شعريات‭ ‬جديدة‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬ضمن‭ ‬منشورات‭ ‬‮«‬فالية‭ ‬للطباعة‭ ‬والنشر‭ ‬والتوزيع»؛‭ ‬فالهاجس‭ ‬الذي‭ ‬يحكم‭ ‬المؤلف‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬107‭ ‬صفحات‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط،‭ ‬هو‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬شعرية‭ ‬واصلة‭ ‬بين‭ ‬الخطابين‭ ‬المسرحي‭ ‬والسردي،‭ ‬بدل‭ ‬الفصل‭ ‬الأجناسي‭ ‬المتوارث‭ ‬عن‭ ‬أرسطو،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تشكله‭ ‬عودة‭ ‬السرد‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أسئلة‭ ‬وإبدالات،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬فك‭ ‬العزلة‭ ‬عن‭ ‬الخطاب‭ ‬الدرامي‭ ‬بتلقيحه‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬عوض‭ ‬الركون‭ ‬إلى‭ ‬تثويره‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬وتلمس‭ ‬طريق‭ ‬شعريات‭ ‬جديدة‭ ‬ذات‭ ‬مرتكزات‭ ‬نظرية‭ ‬وجمالية‭ ‬تتموضع‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحداثة‭.‬
بين‭ ‬النظرية‭ ‬والتطبيق
وفق‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬يزاوج‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬بين‭ ‬شقين‭ ‬أحدهما‭ ‬نظري‭ ‬والآخر‭ ‬تطبيقي،‭ ‬يتناول‭ ‬الشق‭ ‬النظري‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المحاور‭: ‬المسرح‭ ‬والهوية‭ ‬من‭ ‬التثاقف‭ ‬إلى‭ ‬التناسج،‭ ‬التقاطع‭ ‬بين‭ ‬خميمياء‭ ‬باولو‭ ‬كويلو‭ ‬وكيمياء‭ ‬مسرح‭ ‬بيتر‭ ‬بروك،‭ ‬المسرح‭ ‬والحكي‭ ‬بين‭ ‬التفاعل‭ ‬والإزاحة،‭ ‬الطيب‭ ‬الصديقي‭ ‬وتربيع‭ ‬المثلث‭ ‬الشعبي‭: ‬بارت‭/ ‬الخطيبي‭/ ‬فيلار‭. ‬أما‭ ‬الشق‭ ‬التطبيقي‭ ‬فيحلل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجارب‭: ‬احتضان‭ ‬المسرح‭ ‬للسرد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مونودراما‭ ‬‮«‬باي‭ ‬باي‭ ‬جيلو‮»‬‭ (‬طه‭ ‬عدنان،‭ ‬إبراهيم‭ ‬الهنائي‭)‬،‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬شجر‭ ‬مر‮»‬‭ ‬لعبد‭ ‬المجيد‭ ‬الهواس،‭ ‬نص‭ ‬‮«‬بشار‭ ‬الخير‮»‬‭ ‬لمحمد‭ ‬الكغاط،‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬الرابوز‮»‬‭ ‬لفرقة‭ ‬فيزاج،‭ ‬‮«‬كدور‭ ‬الذهب‮»‬‭ ‬لفرقة‭ ‬أدوار‭ ‬للمسرح‭ ‬الحر‭. ‬
ومقابل‭ ‬عودة‭ ‬السرد‭ ‬إلى‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬المنجز‭ ‬المسرحي‭ ‬المغربي،‭ ‬كما‭ ‬تبدى‭ ‬في‭ ‬النماذج‭ ‬المذكورة،‭ ‬يتناول‭ ‬المؤلف‭ ‬احتضان‭ ‬السرد‭ ‬الروائي‭ ‬للمسرح،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬تمظهرات‭ ‬حضور‭ ‬‮«‬هاملت‮»‬‭ ‬شكسبير‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬المغاربة‮»‬‭ ‬لعبد‭ ‬الكريم‭ ‬جويطي،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تساوق‭ ‬فصول‭ ‬الخيانة‭ ‬في‭ ‬المتخيلين،‭ ‬ومسوغات‭ ‬الهجرة‭ ‬المضاعفة‭ ‬نحو‭ ‬تراجيديات‭ ‬الدنمارك،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬حوارية‭ ‬الرواية،‭ ‬بتهجين‭ ‬السرد‭ ‬بسرد‭ ‬ملعوب،‭ ‬شكل‭ ‬فضاؤه‭ ‬النصي‭ ‬علامة‭ ‬فارقة،‭ ‬ثم‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬خطاب‭ ‬مغاير،‭ ‬بالانتقال‭ ‬بالملفوظ‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬التداول‭ ‬الكتابي‭ ‬الصرف‭ ‬إلى‭ ‬استشراف‭ ‬تداوله‭ ‬شفاهيا،‭ ‬وخرق‭ ‬عرف‭ ‬الحوار‭ ‬الروائي‭ ‬بافتراض‭ ‬قارئ‭ ‬راءٍ‭.‬
ويلاحظ‭ ‬أبو‭ ‬العلا‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬المنعطف‭ ‬السردي‭ ‬كاختيار‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬درامي،‭ ‬أمسى‭ ‬رهانا‭ ‬مغريا‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الباحثين‭ ‬والمبدعين‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬اليوم،‭ ‬بما‭ ‬يشرعه‭ ‬من‭ ‬تخصيب‭ ‬للفرجة،‭ ‬وتوسيع‭ ‬أفقها‭ ‬بأسئلة‭ ‬متصلة‭ ‬بشعرية‭ ‬السرد،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تحصّل‭ ‬بفعل‭ ‬انفتاح‭ ‬النقد‭ ‬الأدبي‭ ‬المبكر‭ ‬على‭ ‬إبدالات‭ ‬وأسئلة‭ ‬عابرة‭ ‬نحو‭ ‬النص‭ ‬ومتعايلاته،‭ ‬ثم‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬مدار‭ ‬البحث‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬الشعرية‭ ‬الوافدة،‭ ‬عبر‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬التفاعل‭ ‬النصي‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬التلقي،‭ ‬وهو‭ ‬الرهان‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬استثماره‭ ‬مسرحيا،‭ ‬مع‭ ‬الاحتراز‭ ‬من‭ ‬المآزق‭ ‬الحافّة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬علاقته‭ ‬بالتراث‭ ‬وبالآخر‭. ‬وخلال‭ ‬استقراء‭ ‬ما‭ ‬أبرزته‭ ‬السرديات‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة،‭ ‬يستحضر‭ ‬المؤلف‭ ‬الخلاصة‭ ‬التي‭ ‬انتهى‭ ‬إليها‭ ‬باتريس‭ ‬بافيس‭ ‬بتأكيده‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الدراماتورجيا،‭ ‬كلاسيكية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬كلاسيكية،‭ ‬لم‭ ‬تمتح‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬نظريات‭ ‬علم‭ ‬السرد،‭ ‬إذ‭ ‬تركت‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬يتجدد‭ ‬في‭ ‬الظل‭.‬
نحو‭ ‬والآخر‭ ‬والفرجة
من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬يطرح‭ ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬العلا‭ ‬سؤالا‭ ‬جوهريا‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬انفتحنا‭ ‬مغربيا‭ ‬ـ‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ـ‭ ‬على‭ ‬عمقنا‭ ‬الإفريقي،‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬نتقاسم‭ ‬معه‭ ‬التاريخ‭ ‬وتخوم‭ ‬الجنوب؟‭ ‬هل‭ ‬نهادن‭ ‬أن‭ ‬نجلد‭ ‬ذاتنا‭ ‬النائية‭ ‬عن‭ ‬صنع‭ ‬فرجتنا‭ ‬على‭ ‬مقاس‭ ‬كوني،‭ ‬فنضعها‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬المسرح‭/ ‬المربع‭ ‬الأول‭ ‬لسانتياغو‭ (‬عزلة‭ ‬الراعي‭ ‬وكتابه‭ ‬الأول‭)‬؟‭ ‬ويجيب‭ ‬بالقول‭: ‬إن‭ ‬التوتر‭ ‬الإشكالي‭ ‬الحاد‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬عليه‭ ‬الوعي‭ ‬العربي،‭ ‬في‭ ‬مقاربته‭ ‬لمسألة‭ ‬الأنا‭ ‬والآخر‭ ‬ـ‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الباحث‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬بلقزيز‭ ‬ـ‭ ‬قد‭ ‬قام،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الغرب،‭ ‬على‭ ‬تناقض‭ ‬تكويني،‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬صورة‭ ‬انقسام‭ ‬معرفي‭ ‬بين‭ ‬خطابين،‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬الفهم،‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬شيئا‭ ‬آخر،‭ ‬غير‭ ‬الصدمة‭ ‬الحادة‭ ‬التي‭ ‬خلقها‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬العربي‭ ‬اكتشاف‭ ‬الغرب،‭ ‬واكتشاف‭ ‬الفجوة‭ ‬التي‭ ‬تفصلنا‭ ‬ثقافيا‭ ‬وحضاريا،‭ ‬والحصيلة‭ ‬هي‭ ‬غياب‭ ‬إمكانية‭ ‬صوغ‭ ‬نظريات‭ ‬معزولة‭ ‬عن‭ ‬سياق‭ ‬المقدمات‭ ‬الثقافية‭ ‬للإخفاق‭ ‬التي‭ ‬تحكمت‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬المثاقفة‭ ‬وتبعات‭ ‬الوعي‭ ‬العربي‭ ‬لصدمة‭ ‬الغرب‭.‬
ويتابع‭ ‬الباحث‭ ‬نفسه‭ ‬قائلا‭: ‬على‭ ‬عكس‭ ‬مقدمات‭ ‬التفكيك‭ ‬الموفقة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬اجتراح‭ ‬مسار‭ ‬الثقافة‭ ‬الغربية‭ ‬ومنها‭ ‬المسرح،‭ ‬بتحضير‭ ‬الأرضية‭ ‬الخصبة‭ ‬لتفاعل‭ ‬فرجوي‭ ‬عابر‭ ‬للقارات‭ ‬وتصحيح‭ ‬صورة‭ ‬الآخر‭ ‬بتجسير‭ ‬المعابر‭ ‬المفضية‭ ‬إلى‭ ‬تخومه،‭ ‬ظل‭ ‬المسرح‭ ‬عندنا‭ ‬محكوما‭ ‬بالإخفاق‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬أسئلة‭ ‬تتجاوزه،‭ ‬وذلك‭ ‬لاستسهاله‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬إشكالات‭ ‬مسرحية،‭ ‬لها‭ ‬امتداداتها‭ ‬خارج‭ ‬خطابه،‭ ‬داخل‭ ‬سياق‭ ‬ثقافي‭ ‬إشكالي‭ ‬حاضن‭ ‬بمزالق‭ ‬المقدمات‭ ‬الثقافية‭ ‬للإخفاق،‭ ‬ومنها‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬حدين‭ ‬قصيين‭: ‬حد‭ ‬الدفاع‭ ‬المستميت‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬والموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والقيمي‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬زحف‭ ‬الحداثة‭ ‬الجارف‭ ‬وما‭ ‬رافقه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬فادحة‭ ‬الأثر،‭ ‬وحد‭ ‬التبشير‭ ‬بحداثة‭ ‬حاملة‭ ‬لقيم‭ ‬كونية‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬التردد‭ ‬أمام‭ ‬الأخذ‭ ‬بها‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬عنوان‭ ‬مبرر‭ ‬مثل‭ ‬الخصوصية‭ ‬والهوية‭. ‬ويؤكد‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬حرق‭ ‬المسافات‭ ‬بالعبور‭ ‬احتذاء‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬الحوار‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬شرقه،‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬أطروحة‭ ‬التناسج،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬أسئلة‭ ‬المربع‭ ‬الأول،‭ ‬قد‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬تصديع‭ ‬هذا‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬تأرجحه‭ ‬المأساوي‭ ‬بين‭ ‬إنجازات‭ ‬الآخر‭ ‬وطرح‭ ‬إمكانية‭ ‬إثبات‭ ‬الذات،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تبعات‭ ‬مفارقة‭ ‬مشهد‭ ‬مسرحي‭ ‬داخلي‭ ‬موصول‭ ‬بتنظير‭ ‬طافح‭ ‬بدراماتورجيا‭ ‬ركحية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬درامية،‭ ‬وآخر‭ ‬تأصيلي‭ ‬مشبع‭ ‬بدراماتورجيا‭ ‬كلاسيكية‭ ‬مقيمة‭ ‬في‭ ‬اللغة،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬اجتراح‭ ‬مسار‭ ‬مواز‭ ‬لمسار‭ ‬التناسج‭ ‬بالغرب‭ ‬مكلفا‭ ‬عند‭ ‬العرب،‭  ‬لما‭ ‬يطرحه‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬من‭ ‬إشكالات،‭ ‬منها‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬منسوب‭ ‬كاف‭ ‬من‭ ‬كيمياء‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬ذوات‭ ‬فاعلة‭ (‬نقاد‭ ‬مبدعون‭) ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬وتقاسم‭ ‬هذه‭ ‬الشعرية‭ ‬الوافدة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تباين‭ ‬وتيرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحث‭ ‬والتنظير‭ ‬ووتيرة‭ ‬المنجز‭ ‬التجريبي‭ ‬المنضبط‭ ‬إبداعيا‭ ‬لانشغالات‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬ومقاصده‭.‬
ويثير‭ ‬الكاتب‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬‮«‬الخانات‭ ‬الفارغة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬البحث‭ ‬والنقد‭ ‬المسرحيين،‭ ‬لتجاوز‭ ‬الوضعية‭ ‬التي‭ ‬أدى‭ ‬إليها‭ ‬نقد‭ ‬مسرحي‭ ‬منضبط‭ ‬لخطابه‭ ‬من‭ ‬عمى‭ ‬ثقافي،‭ ‬موصول‭ ‬بغياب‭ ‬التجسير‭ ‬بين‭ ‬شعرية‭ ‬منشغلة‭ ‬بالجسد‭ ‬كنص‭ ‬متحرك‭ ‬على‭ ‬الركح،‭ ‬ونصوص‭ ‬جسد‭ ‬خام‭ ‬راسبة‭ ‬في‭ ‬الفرجات‭ ‬المتحركة‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬وعي‭ ‬بعيوب‭ ‬نسقية‭ ‬مختبئة‭ ‬تحت‭ ‬عباءة‭ ‬الجمالي،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬النماذج‭ ‬الراقية‭ ‬هي‭ ‬مصادر‭ ‬الخلل‭ ‬النسقي‭.‬
تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬المسرح‭ ‬والسرد‮»‬‭ ‬لمحمد‭ ‬أبو‭ ‬العلا‭ ‬تتصدره‭ ‬مقدمة‭ ‬للباحث‭ ‬والفنان‭ ‬المسرحي‭ ‬إبراهيم‭ ‬الهنائي،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬يفتح‭ ‬الركح‭ ‬ذراعيه‭ ‬لشهرزاد‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬الصريحة‭ ‬والمضمرة‭ ‬التي‭ ‬يحيل‭ ‬عليها‭ ‬مؤلف‭ ‬الكتاب،‭ ‬من‭ ‬بينها‭: ‬هل‭ ‬رهان‭ ‬‮«‬التناسج‮»‬‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬استنفاد‭ ‬المسرح‭ ‬الغربي‭ ‬لأسئلته؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬منطلقات‭ ‬وآفاق‭ ‬ترهين‭ ‬واحتضان‭ ‬المسرحيّ‭ ‬للمحكيّ؟‭ ‬ماذا‭ ‬تشكل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المحكي‭ ‬التراثي‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬العربي؟‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬إشارة‭ ‬لتصدع‭ ‬النموذج‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬هيمن‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يهيمن‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬العربي؟‭ ‬كيف‭ ‬نمازج‭ ‬بين‭ ‬الفكر‭/ ‬النموذج‭ ‬الغربي‭ ‬الذي‭ ‬يربطنا‭ ‬بعصرنا‭ ‬وبتراثنا‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬هويتنا‭ ‬الأساس؟‭ ‬وهي‭ ‬أسئلة‭ ‬تخترق‭ ‬أبواب‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب،‭ ‬ويحاول‭ ‬مؤلفه‭ ‬الإجابة‭ ‬عنها‭ ‬جامعا‭ ‬بين‭ ‬النظرية‭ ‬والتطبيق‭.‬
٭‭ ‬كاتب‭ ‬من‭ ‬المغرب

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا