-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

ال"موروكان تي" أو الشاي المغربي المفترى عليه: عزيز رزنارة


لا تخلو أية لائحة طعام في الإمارات سواء بمقهى أو مطعم أو فندق مهما كانت درجته وعدد نجومه من عرض "موروكان تي" على الزبناء. ولمن لم يعرف بعد هذا المشروب الغذائي المسمى "موروكان تي"، فهذه بإيجاز معلومات عن عناصره وطريقة تحضيره كما عاينتها هنا:
توضع حبيبات من الشاي الأخضر في وعاء زجاجي أو براد معدني غالبا، ثم يصب عليها ماء ساخن فقط، وليس مغلى أي "طالق السبولة" كما يقول المغاربة، ثم ترمى بعد ذلك وريقات نعناع بدون معرفة مصدرها، قد يكون النعناع محليا من مدينة العين، أو من سلطنة عمان، أو إيران أو من كينيا وغيرها، وربما خليطا من كل هذه الجنسيات. عادة لا يضيفون السكر، ويتركون ذلك للزبون حسب رغبته. هذا الخليط ينتج عنه سائل أقرب إلى ما نسميه نحن ب"جافيل" أو بالأحرى "تشليلة بالنعناع".
لذلك، أتفادى طلب "موروكان تي" حتى في أرقى فنادق الدولة، وأنتظر إلى أن أكون في مقهى أو مطعم مغربي شعبي من تلك التي يديرها مقيمون مغاربة ويعمل بها عمال مغاربة، لكي أطلب "شاي مغربي" حضرته أيادي مغربية تعرف بمجرد لمسها للشاي كمية الحبوب التي تناسب جنسية النعناع المتوفر، لأنه سيكون من قبيل المعجزة العثور على نعناع مغربي في السوق المحلي أو حتى في المنطقة بأسرها. لذلك أحرص كثيرا عند سفرياتي داخل الدولة أن آخد معي العدة لتحضير "الشاي المغربي" أو "أتاي"، بما في ذلك البراد، والشاي الأخضر، والنعناع. وقد هداني الله مؤخرا للعثور على مصدر للنعناع الأخضر ذي رائحة نفاذة تذكرني برحبة النعناع في المدن المغربية. اقتني دوريا حاجتي من النعناع الكيني الذي يبلغ سعر "الربطة" منه ثلاثة أضعاف نعناع كل الجنسيات الأخرى، ولكنه في الحقيقة يستاهل لأنه أصيل وابن تربة لا تستعمل بإسراف المبيدات والكيماويات. ولأن أغلب الفنادق في الدولة توفر معدات غلي الماء لتحضير القهوة أو الشاي الأسود "ليبتون" داخل الغرفة، فإن ذلك يسهل مأموريتي كثيرا لتحضير الشاي في غرفتي بالفندق، ثم الانتشاء بعد ذلك برشف الشاي المنعنع والمحضر طبقا للأصول المعمول بها في الوطن، وأهمها "تشليل" الشاي أي غسله مما يعلق به من تراب أو رواسب أخرى، والكثيرون لا يفهمون مدى أهمية "تشليل" حبوب الشاي بالماء المغلي قبل إضافة النعناع والسكر إلى البراد، بل هناك من الكنوز البشرية الحية في المغرب من يقوم "بتشليل" الشاي أكثر من مرة، لأن هذه العملية أضافة إلى غسل حبوب الشاي فهي تزيل مرارته، وتمنح للنعناع الفرصة بأن ينشر مذاقه ورائحته الفواحة في البراد.
كل هذه المعلومات الأساسية عن تحضير "الشاي المغربي" يجهلها أهل "الموروكان تي"، وقد آن الأوان للجهات المختصة في المغرب بحصر هذا العنصر التراثي المغربي وتسجيله ضمن لوائح اليونسكو للتراث العالمي، فهو بالفعل قد أصبح عالميا ويمكن طلبه في أغلب مقاهي ومطاعم أرقى العواصم والمدن العالمية.


عزيز رزنارة
خورفكان في 06 يوليو 2020

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا